اسْمِه فلم يَدْر ما هو؟ واللّهِ ما كان مَعَدُّ بن عَدْنَان بأفْصَح من رُؤْبَة! وإنِّي لسْتُ كرُؤْبَة، أفَتَدْري ما رُؤْبَة ورُوْبَة حتَّى عدَّ ستًّا، فقام شُبَيْل فانْصَرَف، فقُلْنا: يا أبا عبد الرَّحْمن، فَسِّرْ لنا، قال: أمَّا رُؤْبَةُ مَهْمُورٌ فقِطْعَةُ الخشَب يُرْأَب بها القدَح إذا انْصَدَع، قال: أَعْطِنِي رُؤْبَةً أشْعَبُ بها قَدَحِي، وبهذه سُمِّي رُؤْبَة بن العَجَّاج، وكان إذا لَم يُهْمَز اسْمُه غَضِبَ، ويُقال: مَضَت رُوْبَةٌ من اللَّيْلِ، غير مَهْمُوز، وهي سَاعات اللَّيْل، ومنه قَوْل بِشْر بن أبي خَازِم (١): [من المتقارب]
وأمَا تَمِيْمٌ، تَميْمُ بن مُرٍّ
البَيْت.
ويُقالُ: طَرِّقْني رُوْبَة فَرَسِكَ، غير مَهْمُوز، وهي جَمَامُهُ، ورُوْبَة اللَّبَنِ، غير مَهْمُوز، خَمِيرَتهُ الّتي تُطْرح فيهِ، ويُقال: إنَّ فُلَانًا لا يَقُوم بُروْبَتهِ إذا لَم يَقُم برباعَتهِ ورئاسَتِهِ، ويُقالُ: ما زَال على رُوْبَةٍ واحدة، غير مَهْمُوز.
قال المَرْزُبانيُّ: وحَدَّثَني عَبْدُ اللّه بن جَعْفَر النَّحْوِيّ، قال: رُوِيَ عن يُونُس أنَّهُ قال: قلتُ لرُؤْبَة: لِمَ سَمَّاكَ أبُوكَ رُوْبَة؛ أرُوْبَة اللَّيْل، أم رُوْبَة الفَرَسِ، أم ورُؤْبَة القَدح، أم رُوْبَة اللَّبَن؟ قال: وهذا يَدُلُّ على صِحَّة قَوْل شُبَيْل (a) بن عَزْرَة في رُؤْبَة.
قال: وقد حُكِي أنَّ رُؤْبَةَ قال لشُبَيْل: واللّهِ ما أدْري لأيّها سَمَّاني؟ فهذا الّذي عَناهُ شُبَيْل في قَوْله: لَم يَدْر ما اسْمُهُ.
وقال المَرْزُبانيُّ: أخْبَرَني مُحَمَّد بن يَحْيَى، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن العبَّاسِ الرِّيَاشِيّ، عن أَبيِهِ، عن الأصْمَعِيّ، قال: أقام رُؤْبَةُ بالبَصْرَة أرْبَعيْن سَنَةً لَم يتغيَّر لِسَانُه، فلمَّا ظَهَرَ إبْراهيم بالبَصْرَة، خَرَجَ إلى البَادِيَة هَرَبًا من الفِتْنَة، وقد كان تَأَلَّهَ فلم يَلْبَثْ