للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد رَصَدَ الأعْدَاءُ لي كُلَّ مرْصَدٍ … فكُلُّهُم نَحْوي تَدِبُّ عَقَارِبُه

وآتيكَ والعَضْبُ المُهَنَّدُ مُصْلَتٌ … طَريرُ شَبَاهُ قَانياتٌ (a) ذَوَائبُه

وأُنْزِلُ آمالي ببَابكَ رَاجِيًا … فَوَاضِل (b) جَاهٍ يبْهرُ النَّجْم ثَاقِبُه

فتَقْبَلُ منِّي عَبْدَ رِقٍّ فيَغْتَدي … له الدَّهْرُ عَبْدًا طَائِعًا لا يُغَالِبُه

وتُنْعِمَ في حَقِّي بما أنْتَ أهلُهُ … وتُعْلِي مَحَلِّي فالسُّهَا لا يُقَارِبُه

وتلبِسُنِي من نَسْج ظِلِّك مَلْبَسًا (c) … تُشَرِّف قَدْرَ النَّيِّرَين جَلَابِبُه

وتُرْكبُني نُعْمي أيادِيْكَ مَرْكبًا … على الفَلَكِ الأعْلَى تَسِيْرُ مَوَاكِبُه

وتَسْمَحُ لي بالمالِ والجاَهُ بُغْيَتي … ومَا الجاهُ إلَّا بَعْضُ ما أنْتَ وَاهِبُه

ويأتيكَ غَيْري من بلادٍ قَرِيْبةٍ … له الأمْنُ فيها صَاحِبًا لا يُجانبُه

وما اغبرَّ منِ جَوْب الفَلَا حُرُّ وَجْهِهِ … ولا أُنْضِيت (d) بالسَّيْر فيها رَكَائبُه

فيلَقي دُنُوًّا منْكَ لَم ألْقَ مثْلَهُ … ويُحْظَى وما أَحْظَى بما هو (e) طَالِبُه

ويَنْظُرُ من لَألاءِ قدْسِكَ نَظْرةً … فيرجعُ والنُّور الإمَامِيُّ صَاحِبُه

يُشِيرُ بذلك إلى مُظَفَّر الدِّين كَوْكَبُوري بن زَيْن الدِّين بن عليّ صَاحِب إرْبِل، وكان قد قَدِمَ بَغْدَاد على المُسْتَنْصِر فأحْضَرَهُ إليه، واجْتَمَع به، وسَألَ المَلِك النَّاصِر دَاوُد لمَّا قَدِمَ بَغْدَاد أنْ يُعامَل بذلك، وأنْ يَجْتَمع بالخلَيفَة المُسْتَنْصِر كما فعلَ في إكْرَام مُظَفَّر الدِّين، فما أُجِيْبَ إلى ذلك.

ولو كان يَعْلُوني بنفْسٍ ورُتْبةٍ … وصِدْق وَلاءٍ لسْتُ فيه أُصَاقِبُه

لكُنْتُ أُسَلِّي النَّفْسَ عمَّا تَرُومُهُ (f) … وكُنْتُ أذُو العَيْن عمَّا تُرَاقِبُه

ولكنَّه مثْلي ولو قُلْتُ إنَّني … أَزِيْدُ عليه لم يَعِبْ ذَاكَ عَائِبُه

ولا أنا ممَّن يَمْلأُ المالُ عَيْنَهُ … ولا بسِوَى التَّقْريب تُقْضَى مَآرِبُه


(a) الفوات والوافي: فاتنات.
(b) الفوات والوافي: بواهر.
(c) الفوات والوافي: حلة.
(d) الفوات والوافي: اتصلت.
(e) الفوات والوافي: بما أنا.
(f) الفوات والوافي: أرومه.

<<  <  ج: ص:  >  >>