حَدَّثَني اللَّيْثُ، عن أبي مَعْشَر، عن سَعيد بن أبي سَعيد أنَّهُ قال: إنَّ دَاوُد دَعا اللَّه فقال: يا رَبّ، أرني الحَقَّ كما تَرَاهُ، فأوْحَى اللَّهُ إليه: إنَّكَ لن تُطيقَ ذلك، فاقْضِ بينهم بالبَيِّناتِ، قال: يا رَبّ، أرني الحَقَّ كما تَرَاهُ، قال: اقْضِ، فجاءَهُ رَجُلٌ فقال: يا رسُولَ اللَّه، إنَّ فُلَانًا جاءَ ببَقَرهِ فأكَلَ حَرْثي، فقال لصَاحِب البَقَر: اذْهَبْ اقْتُلْهُ وخُذْ مالَهُ! فلمَّا خَرَج به ليَقْتُلَهُ، قال: يحلُّ لك أنْ تَقْتُلني عِوَض بَقَركَ، أكَلَت حَرْثي، وتَقْتُلني وتأخُذ مالي؟ فجاءه فقال: يا رسُول اللَّهِ، بَقَري أكَلَتْ حَرْثَهُ، قال: فاذْهَبْ فاقْتُلْهُ وخُذ مالَهُ، حتَّى إذا فَعَل ذلك ثلاث مَرَّاتٍ، فلمَّا جَلَس ليقْتُلَهُ، قال: إنَّهُ قَضَى بالحقِّ؛ إنِّي قَتَلْتُ أباهُ، وأخَذْتُ مالَهُ، فهو يَقْتُلني كما قَتَلْتُه، ويأخُذ مالي، فأوْحَى اللَّهُ عزَّ وجلَّ إلى دَاوُد: إنَّكَ لن تُطِيقَ ذلك فاقْضِ بينهم بالبَيِّنات.
أخْبَرَنا أبو الحَسَن، عن ابن نَاصِر، قال: أنْبَأنَا أبو إسْحَاق الحَبَّال، قال: أخْبَرَنا أبو الحَسَن، قال: أخْبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن الوَرْدِ، قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بن أَيُّوبَ، قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى -هو ابنُ عَبْد اللَّه بن بُكَيْر- قال: حَدَّثَني اللَّيْثُ، عن أبي مَعْشَر، عن مُحَمَّد بن قَيْسٍ، عن عليّ بن أبي طَالِب رَضِيَ اللَّهُ عنهُ أنَّهُ قال: ما كان النَّاس قَطّ أحْوَج إلى السِّلْسِلَة منهم اليَوْم في زَمَانهم هذا، فقالُوا: وما السِّلْسلَة؟ قال: السِّلْسِلَةُ أُعْطِيها دَاوُد في فَصْلِ الخِطَاب، قال: لا يختَصَم إليه إلَّا كان أَولاهُما بالعُذْر يَنَالها وإنْ كان قَصِيْرًا، قال: فاسْتَخْبأ رَجُلٌ رَجُلًا لُؤْلُؤًا، فابْتَغاهُ منه فجَحَدَهُ، وقال: قد دَفَعْتُها إليك، قال: فجاءَ إلى دَاوُد، فقال: إنَّ هذا اسْتَخْبأتُه لُؤْلُؤًا فَجَحَدَنيهِ، قال: فاذْهَبا إلى السِّلْسِلَةِ، قال: فأخَذ الرَّجُل عَصًا فنَقَبها فَجَعَل فيها اللُّؤْلُؤ، قال: فجاءَ صَاحِبُ اللُّؤْلُؤ، فقال: اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلم إنِّي اسْتَخْبأتهُ اللُّؤْلُؤ ولم يَرُدَّه إليَّ فأسألُكَ أنْ أنالَها، قال: فنَالَ السِّلْسِلَة، وقال: الآخرُ كما أنْتَ أدْعُو أنا زِيَادَة، قال: أمْسِك هذه العَصَا فأخَذَها، قال: اللَّهُمَّ