للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي هُريرَة (١) أنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللّهُ عليه وسلَّم، قال: مَنْ أدْرَك من الصَّلاةِ رَكْعَةً فقد أدْرَكها، فقال أبو عَبْد اللّه: يا أبا عليّ، مَنْ قال عن يُونس: فقَد أدْرَكها كُلّها؟ فقال أبو عليّ: هذا لا نَحْفَظه إلَّا من حديث عُبَيْدِ اللّه بن عُمَر، عن الزُّهْرِيّ. فقال أبو عَبْد اللّه: بَلَى؛ في حَدِيث حَرْمَلَة، عن ابن وَهْب، عن يُونُسَ: فقد أدْرَكها كلها، فقال أبو عليّ: حدّثناهُ ابن قُتَيْبَة عن حَرْمَلَة ولم يَقُل فيه: كُلّها! فقال أبو عَبْد اللّه: حدَّثَ به مُسلم بن الحَجَّاج عن حَرْمَلَة وقال فيه: كُلّها. وجَرَى بينهما كلام كَثِيْر، وقام أبو عَبْد الله، وكان أبو عليّ يَهابُه هَيْبَة الوَلدِ لأبيهِ.

فلمَّا كان المَجْلِس الثَّاني عند الشَّيْخِ حَضَرا جَمِيعًا، وقَعَد أبو عَبْدِ اللّه عن يَمِيْنهِ وِأبو عليّ عن يَسَاره، فأخْرَج أبو عَبْدِ اللّه كتاب مُسْلمِ بن الحَجَّاج بخَطِّ مُسْلم عن حرْمَلَة، وفيه: كُلّها. فقال أبو عليّ: مَنْ لا يَحْفَظُ الشَّيء فإنَّهُ يُعْذَر، فقال أبو عَبْد اللّه: مَنْ يُنْكر مثل هذا تُعْرك أذنُه، وتُفَكّ أسْنَانه، فامْتَلأ أبو عليّ من ذلك غَيْظًا، وهَمَّ أبو عَبْد اللّهِ بالقيامِ، فقال له أبو عليّ: اقْعُد فإنَّ بيننا حِسَابٌ آخر، قال: وما هو؟ قال: حَدَّثْتَ (a) عن كشْمَرْد، عن حَفْصٍ، عن إبْراهيم بن طَهْمَان بالحَدِيْثَين، وقد تَفَرَّدَ بهما أحْمَدُ بنُ حَفْصٍ عن أَبِيهِ؟! فقال أبو عَبْد اللّه: لم أُحَدِّث، قال: بَلَى، أبو القَاسِم وأبو حَفْص ابْنَا عُمَر ثِقَتان، وقد سَمِعاهُ منكَ، فقال أبو عَبْدِ اللّه: إنْ كُنْتُ حَدَّثتُ به فقد رَجَعْتُ عنهُ، فقال: لك غيرُ هذا، قال: مثل ماذا؟ قال: حديث في تَخْريجك القديم على كتاب مُسْلِم، عنِ أحْمَد بن سَلَة، عن مُحَمَّد بن المُثَنَّى، عن مُحَمَّد بن جَهْضَم، عن إسْمَاعِيْل بن جعْفَر، عن


(a) في رواية ابن عساكر ١٤: ٢٧٩: حديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>