للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال يَحْيَى بن مَعِيْن: أهْلُ الكُوفَة يقُولونَ: إنَّ الّذي قَتَلَ الحُسَين عُمَر بن سَعْد بن أبي وَقَّاص، قال يَحْيَى: وكان إبْراهيم بن سَعْد يَرْوي فيه حَدِيثًا أَنَّهُ لَم يَقْتله عُمَر بن سَعْد.

قال أبو عُمَر بن عَبْد البَرّ (١): إنَّما نُسِبَ قَتْل الحُسَين إلى عُمَر بن سَعْد لأنَّهُ كان الأَمِير على الخَيْل الّتى أخْرَجها عُبَيْدُ الله بن زِيَادٍ إلى قَتْل الحُسَين، وأمَّر عليهم عُمَر بن سَعْد، ووَعَدَهُ أنْ يُوَلِّيَهُ الرَّيّ إنْ ظَفر بالحُسَين وقَتَلَه، وكان في تلك الخَيْل - واللهُ أعْلَمُ - قَوْمٌ من مُضَر من اليَمَن.

قال أبو عُمَر (٢): لمَّا ماتَ مُعاوِيَة، وأفْضَت الخِلافَة إلى يَزِيد، وذلك في سَنَة ستِّين، ورَدَت بَيْعَتُه على الوَلِيد بن عُقْبَة بالمَدِينَة ليأخُذ البَيْعَةَ على أهْلها، أرْسَل إلى الحُسَين بن عليّ وإلى عَبْد اللهِ بن الزُّبَيْر لَيْلًا فأُتي بهما فقال: بايِعَا، فقالا: مِثْلُنا لا يُبَايع سِرًّا، ولكنَّنا نُبَايع على رُؤوس النَّاسِ إذا أصْبَحْنا، فرَجَعا إلى بُيُوتهما، وخَرَجا من لَيْلَتهما إِلى مَكَّة، وذلك لَيْلَة الأَحَد للَيْلَتَيْن بَقِيَتا من رَجَب، فأقام الحُسَين بمَكَّةَ شَعْبان ورَمَضَان وشَوَّال وذا القَعْدَة، وخَرَج يَوْم التَّرْوِيَة يُريد الكُوفَة، فكان سَبَب هَلَاكه.

قال أبو عُمَر (٣): قال مُصْعَب الزُّبَيْرِيّ: حَجَّ الحُسَينُ بن عليّ خَمْسًا وعشرين حِجَّة مَاشِيًا.

وذَكَرَ أسَد، عن حَاتِم بن إسْمَاعِيْل، عن مُعاوِيَة بن أبي مُزَرِّد، عن أَبِيِه، قال: سَمِعْتُ أبا هُرَيْرَة يَقُول (٤): أبْصَرَتْ عَيْناي هاتان، وسَمِعَتْ أُذُناي رسُول الله


(١) الاستيعاب ١: ٣٩٤.
(٢) الاستيعاب ١: ٣٩٦.
(٣) الاستيعاب ١: ٣٩٧.
(٤) مصنف ابن أبي شيبة ٦: ٣٨٢ (رقم ٣٣١٨٣)، مجمع الزوائد للهيثمي ٩: ١٧٦، كنز العمال للمتقي الهندي ١٣: ٦٦٩ (رقم ٣٧٧٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>