للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى الكُوفَة، ولم يُدْرك الجَمَل، وقُتِلَ صَفْوَان وسَعِيْد (١) ابْنَا حُذَيْفَة بصِفِّيْن، وكانا قد بايَعَا عليًّا بوصِيَّةِ أبيهما بذلك إيَّاهمُا. سُئِلَ حُذَيْفَةُ: أيّ الفِتَن أشَدّ؟ قال: أنْ يُعْرضَ عليك الخَيْر والشَّرّ فلا تَدْري أيَّهُما تَرْكَب. وقال حُذَيْفَة: لا تَقُوم السَّاعَة حتَّى يَسُودَ كُلّ قَبِيلَةٍ مُنَافِقوها.

قال الحافِظُ أبو مُحَمَّد عَبْد الله بن مُحَمَّد الأَشِيْرِيّ، ونَقَلْتُه من خَطِّهِ: زِيَادَةُ مَازِن ها هُنا في نَسَب حُذَيْفَة خَطأٌ، واللهُ أعْلَمُ؛ فإنَّ مَازِنًا إنَّما هو ابن الحارِث بن قُطَيْعَة. قال أبو عُبَيْد: ومنهم - يعني: من بني عَبْس - بنُوِ رَوَاحَة بن رَبِيْعَة بن مَازِن بن الحارِث بن قُطَيْعَة، فَمازِنُ على هذا هو أخُو جُرْوة بن الحارِث الّذي يقال له اليَمَان، واللهُ أعْلَمُ.

وقال ابنُ السَّكَن في نَسَبه: حُذَيْفَةُ بن حُسَيْل بن جَابر بن أُسَيْد بن عَمْرو بن مَازِن بن رَبِيْعَة بن قُطَيْعَة بن عَبْس، وهذا الاخْتِلَاف كُلّه يَحْصُل منه أنَّهُ من عَبْسٍ فقط، واللهُ أعْلَمُ بصَوَاب ذلك من خَطَئه. وقيل في: حُسَيْل بن جَابِر بن رَبِيْعَة بن عَمْرو بن اليَمَان، كَذَا جاء في النَّسَب لأبي عُبَيْد بتَقْدِيم رَبِيْعَة على عَمْرو. قال: واليَمَان اسْمُه جُرْوَة - كَذَا ذَكَره بضَمِّ الجِيْم - ابن الحَارِث بن قُطَيْعَة بن عَبْسٍ. هذه آخر حَاشِيَة الأَشِيْرِيّ على تَرْجَمة حُذَيْفَة.

قال أبو عُمَر بن عَبْد البَرّ في تَرْجَمَةِ أبيهِ (٢): حُسَيْلُ بن جَابِر العَبْسِيّ القُطَعيِّ، ويقال: حَسِيْل (a)، وهو المَعْرُوف باليَمَان، والد حُذَيْفَة بن اليَمَان، وإنَّما قيل له اليَمَان لأنَّهُ نُسبَ إلى جَدِّه اليَمَان بن الحارِث بن قُطَيْعَة بن عَبْس بن بَغِيض، واسْمُ اليَمَان جُرْوَة بن الحَارِث بن قُطَيْعَة بن عَبْس، وإنَّما قيل لجُرْوَة اليَمَان لأنَّهُ أصابَ


(a) كذا في الأصل مضبوطًا مجرّدًا، وفي الاستيعاب بإسقاط الياء: حِسْل.

<<  <  ج: ص:  >  >>