إذا تعمَّمَ بالمِنْدِيل مُنْطَلِقًا … لم يَخْشَ نَبْوَةَ بوَّابٍ ولا غَلَقِ
لا تُكْذَبَنَّ فإنَّ النَّاسَ مُذ خُلِقُوا … عن رَغْبَةٍ يُعْظِمُون النَّاسَ أو فَرَقِ
أمَّا الفعَالُ ففَوْق النَّجْم مَطْلِعُهُ … والقَوْلُ يُوْجَدُ مَطْروحًا على الطُّرُقِ
أخْبَرَنا أبو حَفْص عُمَرُ بن مُحَمَّد بن مُعَمَّر بن طَبَرْزَد المُؤدِّب البَغْدَاديّ، قال: أخْبَرَنا الشَّريفُ أبو الحَسَن مُحَمَّد بن عليّ بن مُحَمَّد بن عبد الصَّمَد ابن المُهْتَدي باللَّهِ، قال: أخْبَرَنا أبو الفَضْل مُحَمَّد بنُ الحَسَن بن الفَضْل، قال: أنْشَدَنا أبو بَكْر مُحَمَّدُ بن القَاسِم الأنْبارِيّ، قال: أنْشَدَنا مُحَمَّد بن المَرْزُبَان، قال: أنْشَدَني الحَسَنُ بن صالح الأسَدِيّ لأبي العَتَاهِيَة (١): [من مجزوء الكامل]
سُبْحانَ جَبَّارِ السَّمَاءِ … إنَّ المُحِبَّ لفي عَنَاءِ
مَنْ لم يَذُق حُرَقَ الهَوَى … لم يَدْر ما جَهْدُ البَلَاءِ
لو كُنْتُ أحْسُبُ عَبْرَتي … لوَجَدْتُها أنْهَارَ مَاءِ
كم من صَدِيْقٍ لي أسَا … رقُهُ البُكَاءِ من الحَيَاءِ
فإذا تَفَطَّنَ لامَني … فأقُول ما بي من بُكَاءِ
لكن ذهَبْتُ لارْتَدِي … فأصَبْتُ عَيْني بالرِّدَاءِ
حتَّى أُشَكِّكَهُ فيَسْـ … ـكُتَ عن مَلامِي والمِرَاءِ
يا عُتْبَ مَنْ لَم يَبْكِ لي … ممَّا لَقِيْتُ من الشَّقَاءِ
بَكَتِ الوُحُوشُ لرَحْمَتي … والطَّيْرُ في جَوِّ السَّماءِ
والجِنُّ عُمَّارُ البُيوتِ … بَكَوا وسُكَّانُ الفَضَاءِ
والنَّاسُ فَضْلًا عنهُمُ … لَمْ تَبْكِ إلَّا بالدِّمَاءِ
يا عُتْبُ إنَّكِ لو شَهِدْ … تِ عليَّ وَلْوَلَةَ النِّسَاءِ
(١) لم ترد القصيدة في ديوانه، وثلاثة أبيات منها في وفيات الأعيان ١: ٢٢٤، وانظرها عند شكري فيصل: أبو العتاهية أشعاره وأخباره ٤٧٤ - ٤٧٦.