ما أشَدَّ الحُبّ يا سُبْـ … ـحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبِّي
ولقد قلتُ وجَمْرُ الـ … ـحُبّ قد أقْرَحَ قَلْبي
يا بَلَائي من غَزَالٍ … قد سَبَا قَلْبي ولُبِّي
لم أنَل منهُ نَوَالًا … غيرَ أَنْ كدَّر شِرْبي
أنْتَ ممَّن خَلَقَ الرَّحْـ … ـمَن من ذا الخَلْقِ حَسْبي
قال: ومن مَلِيْح أشْعَاره قَوْلهُ (١): [من الكامل]
مَنْ لم يَذُق لصَبَابةٍ طَعْمًا … فلقد أحَطْتُ بطَعْمها عِلْمَا
إنِّي منَحْتُ موَدَّتي سكَنًا … فرأيتُهُ قد عَدَّهَا جُرْمَا
يا عُتْب ما أنا عن صَنِيْعِكِ بي … أعْمَى ولكنَّ الهَوَى أعْمَى
واللَّهِ ما أَبْقَيْتِ من جَسَدِي … لَحْمًا ولا أَبْقَيْتِ لي عَظْمَا
إنَّ الّذي لم يدر ما كَلَفِي … لَيَرَى على وَجْهى بهِ وَسْمَا
قال: ومن شِعْره المُخْتَار قَولُه (٢): [من الكامل]
يا عُتْب هَجْرُكِ مُوْرث الأدْوَاءِ … والهَجْرُ ليسَ لوُدِّنَا بجَزَاءِ
يا صَاحِي لقد لقيْتُ من الهَوَى … جهْدًا وكُلّ مَذَلَّة وعَنَاءِ
عَلِقِ الفُؤَادُ بُحبِّها من شِقْوتي … والحُبُّ دَاعِيَةٌ لكُلِّ بَلَاءِ
إنِّي لأرْجُوها (a) وأحْذَرُها فقَد … أصبَحْتُ بينَ مَخَافةٍ ورَجَاءِ
بَخِلَتْ عليَّ بوُدِّهَا وصَفَائِها … ومَنَحْتُها وُدِّي ومَحْضَ صَفَائِي
فتخالَفَ الأهْوَاءُ فيما بَيْنَنا … والمَوْتُ عند تخالفِ الأهْوَاءِ
نَقَلْتُ من أخْبار أبي العَتَاهِيَة في كتاب المُسْتَنِيْر للمَرْزُبَانِيّ: أخْبَرَني مُحَمَّدُ بن
(a) ب: لأرجوا.