للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصُّرَّةَ فإذا فيها ثلاثمائة دِيْنارٍ، فاكْتَسَيْتُ كُسْوَةً حَسَنةً، واشْتَرَيْتُ حِمَارًا.

أنْبَأنَا زَيْدُ بن الحَسَن، قال: أخْبَرَنا عَبْدُ الرّحْمن بن زُرَيْق، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر الخَطِيبُ (١)، قال: أخْبَرَنا أبو حَنِيْفَة عَبد الوَهَّاب بن عليّ بن الحَسَن المُؤدِّب، قال: حَدَّثَنَا المُعَافَى بن زَكَرِيَّاء الجَرِيْرِيُّ (٢)، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن أحْمَد بن إبْراهيم الحَكِيْمِيّ، قال: أخْبَرَنا أحْمَدُ بن أبي خَيْثَمَة، قال: حَدَّثَنَا عَتاهِيَةُ بن أبي عَتاهِيَة، قال: أقْبَل أبي يَمْدَحُ المَهْدِيّ ويَجْتَهدُ في الوُصُول إليه، فلمَّا تَطَاولَتْ أيَّامُهُ أحَبَّ أنْ يُشْهِرَ نَفْسَهُ بأمرٍ يَصِلِ [به] (a) إليه، فلمَّا بَصُرَ بعُتْبَة راكبةً في جَمْعٍ من الخَدَم تَتَصرَّفُ في حَوَائج الخِلَافَة تعرَّضَ لها، وأَمَّلَ أنْ يكون تولُّعُه بها هو السَّبَبُ المُوْصِل إلى مَحبَّته (b)، وانْهَمكَ في التَّشْبيْبِ والتَّعرُّض في كُلِّ مكانٍ لها، والتَّفرُّد بذِكْرها وإظْهارِ شِدَّة عِشْقها، وكان أوَّل شِعْرٍ قالَهُ فيها (٣): [من الخفيف]

رَاعَنِي يا يَزِيدُ صَوْتُ الغُرَاب … لحَذارِي للبَيْنِ من أحْبَابي

يا بَلَائي ويا تَقلْقُلَ أحْشَا … ئي ونَفْسِي لطَائِرٍ نعَّابِ

أفصَح البَيْنَ بالنَّعِيْب وما … أفصَح لي في نَعِيْبهِ بالإيابِ

فاسْتَهلَّت مَدَامِعي جَزَعًا منـ … ــه بدَمْعٍ ينهلُّ بالتِّسْكَابِ

ومُنِعْتُ الرُّقَادَ حتَّى كأنِّي … أرْمَدُ العَيْن أو كُحلْتُ بصَابِ (c)

قلتُ للقَلْبِ إذ طَوَى وَصْلَ … سُعْدَى لهواه البَعِيدِ بالأنْسَاب

أنْتَ مثْلُ الّذي يَفِرُّ من القَطْـ … ــر حَذَارَ النَّدَى إلى الميْزَاب

وهي طَويْلَةٌ (d).


(a) زيادة من تاريخ بغداد.
(b) تاريخ بغداد: حاجته.
(c) ب: بضاب.
(d) في تاريخ بغداد: وهي قصيدة طويلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>