للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نَقَلْتُ من خَطِّ بَنُوْسَةَ في كتاب البُلْدان؛ تأليفُ أحمد بن يَحْيَى بن جَابِر البَلاذُرِيّ (١)، ممَّا حكاهُ عمَّن حدَّثه من أهْل الشَّام، قالوا: ونَقَلَ مُعاوِيَة بن أبي سُفْيان إلى أَنْطاكِيَةُ في سَنَة اثْنَتين وأرْبعين جَماعةً من الفُرْس من أهْل بَعْلَبَك (a) وحِمْصَ، ومن المِصْرَيْنِ (٢)، فكان فيهم مُسْلم بن عَبْد الله، جَدُّ عَبْد الله بن حَبِيْب بن النُّعْمان بن مُسْلِم الأنْطاكِيّ، وكان مُسْلم قُتِلَ على بابٍ من أبْواب أَنْطاكِيَةُ يُعرفُ اليوم بباب مَسْلَمَة (b)، وذلك أنَّ الرُّوم خرَجَت من السَّاحِل، فأناخَتْ على أَنْطاكِيَةُ، وكان مُسْلم على السُّور، فرمَاهُ عِلْجٌ بحَجَرٍ فقتلَهُ.

وقال البَلاذُرِيّ (٣): وحَدَّثَني جماعَةٌ من مشايخ أهل أَنْطاكِيَةُ، منهم ابن بُرْد الفَقِيه، أنَّ الوَلِيدَ بن عَبْد المَلِكُ أقْطَع جُنْد أَنْطاكِيَةُ أرْض سَلُوْقِيَةَ عند السَّاحِل، وصَيَّرَ الفِلَثَر، وهو الجَرِيب (٤)، عليهم بدِيْنارٍ ومُدَّيْ قَمْحٍ، فعَمَروها، وجَرَى ذلك لهم، وبَني حِصْن سَلُوْقِيَة.

قال (٥): وحَدَّثَني أبو حَفْص الشَّاميّ، عن مُحمَّد بن رَاشِد، عن مَكْحُول، قال: نَقَل مُعاوِيَة في سَنَة تسع وأربعين أو سَنة خَمْسين إلى السَّواحل قَوْمًا من


(a) فتوح البلدان: من الفرس وأهل بعلبك.
(b) كذا في الأصل ومثله في أصول البلاذري، وأحالها المحقق: باب مسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>