أَأَلبيْضَ (a) تَعْصِي يا عُقَيْلُ بنَ عَامِرٍ … وما بَتَرَ الأعْمَارَ مِثْلَ البَوَاتِرِ
كأنًّ عليًّا والقَنا في ظُهُورهم … سَماءٌ رَمَتْهُم بالنُّجُوم الزَّوَاهِرِ
فَوَلَّتْ تُناجي بالنّجاءَ خِلالَها … وتَجْأَرُ من أحْكَامِ سُمْرٍ جَوَائرِ
قال: وتَشَاجَرَ النَّاسُ في القَصِيدَتَيْن، وتقدَّم سَيْفُ الدَّوْلَةِ بإنفاذِهِما إلى بَغْدَاد، وأنْ يُكْتَب في مَعْناهما إِلى العُلَمَاء، فلم يَحُكُمُ أحَدٌ بشيءٍ إلَّا أنَّ قَصِيدَةَ النَّامِيِّ أُعِيْدَتْ وقد كُتِبَتْ بالذَّهب، فعُلم من هذا أنَّهم قد فَضَّلُوها.
أخْبَرَنا أبو هَاشِم عَبْدُ المُطَّلِب بن الفَضْل بن عَبْد المُطَّلِب الهاشِميّ بحَلَب، قِراءَةً عليهِ وأنا أسْمَعُ، قال: أخْبَرَنا أبو سَعْد عَبْدُ الكَريم بن مُحَمَّد بن مَنْصُور السَّمْعَانيّ، إجَازَةً إنْ لم يَكُن سَمَاعًا، قال: أنْشَدَني أبو القاسِم إسْمَاعِيْل بن أحْمَد الدِّمَشقيّ الحافِظ، ح.
وأنْبَأنَا به عَاليًا الخَطِيبُ أبو القَاسِم عَبْد المُحْسِن بن عَبْد الله بن أحْمَد بن مُحَمَّد الطُّوْسِيِّ، قال: أخْبرَنا عَمِّي عبدُ الرَّحْمن بن أحْمَد بقِرَاءَتي عليهِ، قالا: أنْشَدَنا عَبْدُ المُحْسِن بن مُحَمَّد بن عليّ التَّاجرُ، قال: أنْشَدَنا أبو الفَتْح أحْمَدُ بن عليّ المَدَائن بحَلَبَ، قال: أنْشَدَنا أبو القَاسِم الحُسَينُ بن عليّ بن أبي أُسامة، قال: أنْشَدَنا أبو العبَّاس أحْمَدُ بن مُحَمَّد النَّامِيِّ لنَفْسِه (١): [من المنسرح]
رَأَيْتُ في الرَّأس شَعْرةً بَقيَتْ … سَوْدَاءَ عَيْنِي تُحبُّ رُؤْيَتَها
فقُلْتُ للبِيْضِ إذ تُرَوِّعُها … بالله إلَّا رحمْتِ غُرْبَتَها
قالتْ رأَيْتَ السَّوْدَاءَ في وَطنٍ … تكُون فيه البَيْضَاءُ ضَرَّتها