* يُقال في اللغة نفس ينفس تنفيساً ونفساً أي وسع وأفسح وأطال، ومن هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم [من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة] أي وسع مؤمن على أخيه وأعانه في مصيبة.
والتنفيس يكون دائماً في أوقات الأزمات والمحن وكل مأزوم وكروب ومضيق عليه يحتاج إلى ترسيع وتنفيس وإلا هلك وأهلك فللإنسان طاقة يقف عندها، وكذلك للمجتمعات والجماعات طاقات ووسع واحتمال لا تتعداه وإذا زاد عن حده أدى إلى الانفجار والثورة.
وهذا المعنى النفسي معلوم جيداً في السياسة ولذلك يعمد محترفوها في أوقات الأزمات والمحن النفسية إلى إفساح المجال بمقدار معين للإعراب عن الضيق والتنفيس عن النفس فإذا حصل الترويح والتنفيس عاد الضغط والإكراه حتى يبلغ الاحتمال مداه ثم أعيدت عملية التنفيس، وهكذا حتى يتضح الأمر ويصل إلى مداه، تماماً كما لجأ مصمموا القدور البخارية إلى إيجاد غطاء التنفيس عن القدر والذي يسمح بمرور الكميات الإضافية من البخار المضغوط ويبقى الضغط داخل القدر عند مدى معين وبهذا ينضج