فإذا تركنا إقليم الليونار متجهين نحو دوارنينيز douarnenez مارين بشاتولان chateaulin ولكرونان lacronan قابلتنا عمليا، مبعثرة في أماكن متباعدة، هذه الخطوات التي وصلنا إلى استنباطها من اعتبارات نظرية. على هذا النحو يستعيد الإنسان تاريخ اللغة في نفس المكان الذي حدثت فيه التغيرات: فينتقل إذن من c'hw إلى hw، ثم إلى hu ثم إلى ف f، والمناطق الجغرافية للأصوات تهبط إذن في درجات متتابعة. ومن العدل أن نقول بأن انتقال الـc'hw إلى الفاء f ناتج من أحد اتجاهات اللغة البريتانية الحديثة، ولكن هذا الانتقال لا يتحقق تحققا تاما إلا في جزء واحد من الإقليم، ويفترض حدوث سلسلة من العمليات المعقدة التي لا تثير إليها علم الصوتيات.
وحالات الاستثناء من التغيرات الصوتية أمر لا يستطاع تجنبه. ونحن نعرف منها عدة أمثلة كان سببها في غالب الأحيان أن كلمات دخلت اللغة بعد ما توقف تأثير القوانين التي كانت تستلزم تعديلها. فتلك مسألة استعارة ولها تاريخها في ميدان الألفاظ المستعارة. فيوجد في تاريخ جميع اللغات عدد كبير من المستثنيات ناتجة من الاستعارة، أي أنها ترجع إلى تأثيرات خارجية.
كثير منها أيضا يرجع إلى تلك التأثيرات الداخلية التي تتلخص فيما يسمونه القياس analogie. وينحصر القياس في أن التغير الذي يفرضه القانون الصوتي على كلمة من الكلمات قد يتوقف أو يعدل تحت تأثير كلمات أخرى من اللغة. فمثلا يفرض قانون فرنسي مطرد أن تصير الكاف اللاتينية c شينا ch في الفرنسية إذا كانت واقعة قبل فتحة قديمة a فتقول chien "كلب" و chevre "عنزة" و cheval "حصان" و chantre "مغن" من canem و capram و caballum و cantor. ومن كلمة eapsa اللاتينية جاءتنا كلمة chasse "صندوق معد لحفظ مخلفات الصالحين". وقد جاءنا منها، بطريق الاستعارة عن إحدى اللهجات الجنوبية، كلمة caisse "صندوق" التي دخلت الفرنسية في تاريخ كان فيه القانون الذي نحن بصدده قد توقف عمله. هذه حالة تدخل تحت ما سميناه سابقا بالتأثير الخارجي. ولكن من vincat اللاتينية "صيغة النصب من