و twinge "يضغط"، وبين zunge و tongue "لسان" إلخ. فالواحدة من هذه الكلمات تنبئ عن الأخرى. وقد حدث لبعض علماء اللغة أحيانا أن يبنوا باديء ذي بديء صيغة لكلمة غير موجودة، ثم وجدوا لها فيما بعد ما يبررها باكتشاف نص جديد. فالقوانين اللغوية أساس كل عمل يمس الاشتقاق. والاشتقاقي الذي يسقطها من حسابه يضيع وقته عبثا.
من السهل أيضا إثبات ما يمكن أن تقدم هذه القوانين من خدمات في دراسة اللغات الأجنبية. إذ يمكن في تعلم لغة جديدة، أن نحصل على مساعدة قيمة من معرفة قواعد الصلات التي بين هذه اللغة الجديدة واللغات التي نعرفها من قبل. وهكذا إذا عرفت أن الإسبانية تبدل من الفاء "f" اللاتينية هاء "h" عندما تكون في أول الكلمة، فإني أعرف مقدما أن hacer هي في الفرنسية faire "يعمل" و harina هي "farine دقيق" و heno هي foin "دريس" hierro هي fer "حديد و hijo" هي fils "ابن" و hoja هي feuille "ورقة" و humo هي fumee "دخان"، إلخ. وهناك في مثل هذه الأحوال نوع من الحس يقود الذاكرة بل يستعاض به عنها عند الحاجة في العثور على صيغة الكلمة مع شيء من ضمان صحتها. ومع ذلك فمجال الخطأ موجود. بل هنالك من أخطاء الكلام ما هو ناجم من تطبيق القوانين الصوتية تطبيقا خاطئا أو مبالغا فيه "من ذلك حالات المبالغة اللهجية أو المبالغة المدنية التي سنتكلم عنها فيا أواخر هذا الفصل". ففي الحالة السالفة الذكر يخطيء الإنسان إذا أراد أن يبني باديء ذي بدء اسم النار "feu" بالإسبانية اعتمادا على الصيغ المقابلة لها في اللاتينية focus والإيطالية fuoco والفرنسية feu لأن الصيغة الحقيقية هي fuego وليست huego ذلك بأن انتقال الفاء F المبدئية إلى هاء h لا يقع في الإسبانية قبل حرف u إذا تلته حركة. واللهجات الفسقونية تذهب في هذا الصدد إلى أبعد مما تذهب إليه الإسبانية فتقول في Feu "نار" huek محققة انتقال الفاء F المبدئية إلى هاء h في جميع الأوضاع١.
١انظر مييه: علم اللغة التاريخي وعلم اللغة العام، ورقم ٢٢، "١٩٠٨"، ص٥.