للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أم في الرياضة، وتبعا لذلك نعرف ما إذا كان يدور حول قطع عضو من أعضاء الجسم أو عقد صفقة من صفقات البورصة أم قيادة كتيبة من الجيش في ميدان القتال أو تعليم الأشجار التي يجب أن تقطع أو حل مسألة حسابية. وإذا تكلم علماء اللاهوت في عملية الروح القدس، أرادوا معنى آخر غير هذه جميعا. وكلمة "موسم" أيضا من الكلمات التي تحتمل استعمالات مختلفة كل الاختلاف.

فهناك موسم ما عند كل من مدير الفندق وصاحب "الفلا" وتاجر الفاكهة وزارع النبيذ والخياطة، بل وعند كل تاجر أو صانع، فلكل واحد من هؤلاء "موسم" وهو الفترة التي يكون فيها نشاط العمل على أشده، وتختلف هذه الفترة باختلاف أنواع النشاط وباختلاف الأماكن. وفي جزء من بمبروكشير PEMBROKESHIRE من بلاد الغال يطلق الموسم على الفترة التي ترى فيها خيل اللقاح تجوب الإقليم، وهذا وحده كاف للدلالة على إقليم معنى بتربية الخيل خاصة، فكل شخص فيه يهتم بمسألة اللقاح، فتشير الكلمة إلى الموسم بمعناه الحق في نظر المتكلم، كما رأينا في كلمة "العملية" حيث يرجعها كل واحد من المتكلمين الذين افترضناهم إلى الموضوع الذي يألفه. ويمكننا أن نسوق أمثلة من هذا القبيل لجميع الكلمات العامة، بل لجيمع كلمات اللغة، لأن معنى الكلمة مهما أوغل في التخصص، يمكن دائما التضييق من سعته أو من تخصيصه كما يقولون.

أندر من ذلك حالة التعميم وإن كانت موجودة أيضا. وينحصر التعميم في إطلاق اسم نوع خاص من أنواع الجنس على الجنس كله. وهذه هي حال الأطفال الذي يسمون جميع الأنهار باسم النهر الذي يروي البلدة التي يعيشون فيها؛ هكذا يفعل الطفل الباريسي عندما يصيح وقد رأى نهرا JE VOIS UNE SEINE "أرى سينا" وتلك غلطة طفل لا يدوم لها أثر. ولكن هناك أخطاء مماثلة قد استمر بقاؤها. ففي السلافية الجنوبية صار اسم الوردة يطلق على الزهرة عموما١: في الصربية ROZA، وفي الكرواتية ROZICA. امتد أثر هذه الواقعة


١ شوخارت SCHUCHARDT، رقم ٢٠٣، وقارن موركو MURKO، رقم ٣٣ مجلد ٢ ص١٤٧.

<<  <   >  >>