إذا كانت تثير فكرة ما. إذ إننا في مثل هذه الحال نضع أنفسنا في ظروف مخالفة للواقع كل المخالفة. فالكلمات لا تصف في ذهننا كما تصف في أعمدة الكتاب.
ولا يتأتى لنا أن نجيل نظرنا في تتابعها وأن نستعرضها كما يستعرض القائد الجند في صفوفهم. ولا نعرف بالضبط من أي مستقر يخرجها نشاطنا العقلي ليسلكها في الجمل وليصبها كامل الإعداد في أعضائه الصوتية. فالكلمة لا توجد منعزلة في الذهن إطلاقا بل تكون جزءا من مجموعة ذات امتداد ما نستعير منها قيمتها. ولكن تكون المجاميع يرجع في نفس الوقت إلى علل نحوية أو سيكولوجية أو تاريخية أو اجتماعية مما يجعل من العبث كل محاولة لإحصاء المفردات.
إحصاء المفردات ولو من وجهة نحوية خالصة، يعد أمرا متعذرا. فقد بينا مقدار العسر الذي يعترضنا في تعريف الكلمة، ومقدار الصعوبة التي نلاقيها غالب الأحيان في تحليل عناصرها. بالطبع ينبغي لنا عند تعداد المفردات أن نقصي دوال النسبة، ولكن هناك كلمات كثيرة ليست إلا دوال نسبة، كما أن من دوال النسبة ما يعتبر كلمات. فالنفي مثلا أكثر من مجرد لاحقة تشير إلى جنس أو إلى وظيفة نحوية، فإذا اعتبرناه من دوال النسبة بخسناه حقه من غير وجه. ومع ذلك فالنفي لا يعبر عنه في كثير من اللغات بكلمة منعزلة مستقلة؛ فعندما تقول الإرلندية في نفي domelim "آكل" nitoimelim "لا آكل" وتقول اللتوانية في نفي neszu "أحمل" neneszu "لا أحمل" لا نرى أن ندخل في اعتبارنا في كلتا الحالتين إلا كلمة واحدة، ولكنها كلمة تحتوي على دال نسبة منفي.
عدد الكلمات لا يمكن أن يحد نحويا بفضل فصائل اللواحق. فقد استطعنا في الفرنسية، حيث اللاحقة eur بقيت حية، أن نأخذ من promener "التنزه" promeneur "متنزه" ومن marcher "المشي" marcheur "مشاء" ومن trotter "العدو" trotteur "عداء" ومن ثم لا نهتم بأن تكون كلمة galopeur "عداء" موجودة أو غير موجودة، لأننا إذا