للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بمفردات شكسبير التي تبلغ ١٥٠٠٠ كلمة عند بعضهم و٢٤٠٠٠ عند البعض الآخر. ويقال إن الكلمات التي استعملها ملتن MILTON تتراوح بين ٧٠٠٠ إلى ٨٠٠٠ كلمة. وأن قصائد هوميروس تحتوي على حوالي ٩٠٠٠ كلمة والعهد القديم على ٥٦٤٢ كلمة والعهد الجديد ٤٨٠٠ كلمة. وهذه أرقام لا تدل على شيء ذي خطر. إذ يجب أولا وقبل كل شيء أن نقصي المؤلفات الأدبية من حسابنا. طبعا نستطيع أن نعرف على وجه الدقة عدد الكلمات التي تؤلف الإلياذة والأودسة أو مسرحيات شكسبير أو راسين. ولكن من العبث أن نزعم أننا بذلك نحدد مفردات هومير أو شكسبير أو راسين. فمن الكتاب المبرزين من يضيقون دائرة مفرداتهم عن قصد؛ لذلك كان من غير الحق أن نحكم بمآسي راسين على سعة لغتنا كما يكون من غير الحق أن نحصي عدد سكان فرنسا بعدد النخبة المختارة من رجالها. ولكن لغة الكتاب على وجه العموم تزداد ازديادا صناعيا بعدد من الكلمات يقتنصها مصادفة من بعض مقابلاته أو من البحث في الكتب، وذلك إذ لم يخترعها اختراعا. فهل لنا أن نعد من مفردات فكتور هوجو كلمة JERIMADETH الشهيرة التي ليست إلا "مسخرة"، وكثيرا غيرها من أسماء الأعلام التي وإن كانت واقعية فليس لها في دماغ الشاعر، إلا وجود عرضي زائل. وإذا غضضنا النظر عن أسماء الأعلام، فكم من كلمات مشتركة استخرجها الشاعر من القاموس ولم تكن بالنسبة إليه إلا نبعا عرضيا مؤقتا. فينبغي ألا نخلط بين مفردات الكاتب وبين قاموس الكلمات المستعملة في مؤلفاته. فمثل هذا القاموس يعد خليطا دائما فيه كلمات السادة تجاورها كلمات السوقة والمصطلحات الفنية تجاور ألفاظ الحياة اليومية. في كل قاموس أنواع عديدة من المفردات يختلط بعضها ببعض إذ تضاف إلى مفردات الكاتب الخاصة به والتي يستعملها في كلامه المعتاد، أنواع أخرى من المفردات منها الحوشي والعلمي والعامي وهي التي تمد أسلوبه بالثراء وتجعل له قيمته في غالب الأحيان.

لا يعرف إنسان مقدار مفرداته، ولا توجد أية طريقة لتقديرها. إذ لا يكفي أن نستعرض كلمات القاموس كلمة كلمة لنرى الفكرة التي تثيرها في ذهننا.

<<  <   >  >>