للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتاريخ الزائدة ER في الألمانية من أقوى الأدلة على ذلك١. فهذه الزائدة التي يتميز بها عدد كبير من جموع الكلمات المحايدة ليست في حقيقة أمرها إلا لاحقة عممها القياس. ذلك أن بعض الفصائل المحايدة في الهندية الأوربية كانت تتميز باللاحقة ES التي نعثر عليها في اللاتينية "في صورة ER" في إعراب الكلمات من فصيلة GENUS "جنس" وجمعها GEN-ER-A إلخ. ففي الألمانية التي فيها يتغير حرف الصفير أيضا في مثل هذه الحالة إلى R, وجدت الكلمات المحايدة التي من هذا القبيل مزودة بنهاية جديدة ER وذلك بعد سقوط النهايات القديمة, وهذه النهاية الجديدة قد استطاعت أن تجعل الجمع مختلفا عن المفرد، ومن ثم صارت علامة مميزة للجمع. فهي إذن كانت زائدة قوية التعبير تحرص اللغة على ألا تفقدها، فمدتها بطريق القياس على عدد كبير من الكلمات المحايدة التي لم تكن في الأصل من الفصائل المحتوية على ES، فقياسا على KALB "عجل" التي تجمع على KALBER والتي تنتمي إلى فصيلة ES أمكن أن يجمع HAUS "بيت" على HAUSER و BUCH "كتاب" على BUCHER و FASS "برميل" على FASSER و GLAS "كوب" على GLASER و GELD "نقد" على GELDER و WORT "كلمة" على WORTER ومع ذلك فقد بقي عدد لا بأس به من الكلمات المحايدة التي تجمع على غير ذلك من MASS "مقياس" وجمعها MASSE و ROSS, "حصان" وجمعها ROSSE و AUGE "عين" وجمعها AUGEN، إلخ. ومن جهة أخرى نعثر على الزائدة ER في بعض الكلمات المذكرة مثل: RAND "حافة" وجمعها RANDER و GOTT "إله" وجمعها GOTTER و WURM "دودة" وجمعها WURMER، إلخ. ومعنى ذلك أن القياس لم ينجح في إعطاء الزائدة التي خلقها وظيفة واحدة.

وما الرأي في اللغات الصناعية المبنية على خطة منطقية قد وضعت مقدما، هذه اللغات غير ممكنة الوقوع إلا إذا كانت لغات خاصة: لغات فنية أو لوائح علامات. ففي هذه الحال يكفي الاتفاق بين الأشخاص المعدودين الذين يستعملونها


١ شتريتبرج STREITBERG، رقم ٢١٠، ص١٠٣.

<<  <   >  >>