للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فبينما علماء الغرب لا يتمالكون أنفسهم من الدهش من قوة هذه الحركة الاجتماعية التي انبعثت من بلاد العرب فجأة فرجت العالم كله رجة أذهلته عن كل شيء, يصعب علينا أن نرى واحدًا منه يضع كتابا بالفرض قليل الخطر وهو إثبات أن الشعر الجاهلي مختلق يكون أثره على قارئه أن يحتقر هذه الثورة الكبرى ويستخف برجالها الذين أخذوا حظا من تمثيلها والاضطلاع بأعبائها١.

٣- محمد لطفي جمعة ٢:

هذا المؤلف لم يترك فضيلة للعرب في علومهم وتاريخهم وآدابهم وعقائدهم دون أن يحاول هدمها بشدة وتهكم واستهزاء لم يعد له مثيل في كتب العلماء فيخيل للقارئ أن المؤلف يلعب ويلهو بأشرف الأشخاص وأسمى المبادئ التي خلفتها المدنية العربية الإسلامية منذ أربعة عشر قرنا. وكنا نود أن نظن بكتابه خيرا فلم نجد له في الخير محملا. وحاولنا أن نلمح بصيصا أشبه بالبصيص شيئا في وسط هذه الظلمات المتكاتفة المتطالعة من أول الكتاب إلى آخره لأنه للأسف طافح بالأوهام فهو سراب يحسبه الإنسان من بعيد ماء. والحقيقة أن كتاب "في الشعر الجاهلي" عبارة عن بعض نصوص صحيحة أو مزورة وبعض أكاذيب وأساطير وشيء من التهويل وشيء من السياسة وشيء من الخرق وكثير من الشعوبية والتعصب ضد العرب وعقائدهم.


١ سؤال: هل رجع طه حسين عن آرائه؟ كلا, والدليل أن الكتاب ما يزال يطبع الطبعة الخامسة والسادسة ولذلك فهو يناقض نفسه في آرائه فيما كتب عن الإسلام في الفتنة الكبرى وهامش السيرة.
٢ ك/ الشباب الراصد على الشعر الجاهلي.

<<  <   >  >>