للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالزيادة ومرة بإفساد التاريخ ومرة بنقل الأخلاق الفاحشة المتعهرة من مدينة الفرنسيين.

إن التاريخ الإسلامي إذا حمل على غير طريقته وتولاه غير أهله لم يأت منه إلا ما هو دخيل فيه وتقل الرواية ويكثر التكذيب، ويحصل الخطأ ويقع الخلل لأن الأشياء، بما كانت عليه لا بما تتوهم أنت أنها كانت عليه.

وذلك هو السر في خلط المستشرقين والمسيحيين والديكارتيين من أمثال طه حسين إذا هم تعاطوا الكلام في المصدر الأول أو ما يفصل به نوعا من الاتصال في الأدب وفي الشعر أو نحوهما. وإذا كتبت الشياطين تاريخ الملائكة واتبعت مذهب ديكارت, فتجردت من قوميتها ودينها فهل تراها تقلب طبيعتها وخبثها وهل يدخل عليها الخطأ إلا من ناحية هذه الطبيعة في تركيبها على غرائز وأوصاف لا تتحول.

٢- محمد فريد وجدي ١:

رأيت منه أخطاء اجتماعية وسيكولوجية وفلسفية لا يصح السكوت عليها وألفيت الدكتور لاضطراره إلى تصيد الأسباب التي حملت ذوي النفوس المريضة على اختلاق الشعر ونسبه إلى الجاهليين قد عول على كتب المستشرقين وهي قرارة الأكاذيب ومستنقع المقدمات من كل نوع فجاء كتابه بما حمل من أوزار المغتربين وبما غلا هو فيه من تقصي إغراءات المتناظرين وتسويدات المتنافسين من القادة الأعلين طامسا لمعالم أكبر ثورة اجتماعية حديثة في العالم ألا وهي ظهور الديانة الإسلامية وما استتبع انتشارها من سقوط دول وقيام دول.


١ ك/ نقد كتاب الشعر الجاهلي ١٢٩٦٠.

<<  <   >  >>