للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الأستاذ: يجب حين نستقبل البحث عن الأدب العربي وتاريخه أن ننسى قوميتنا وكل مشخصاتها "وأن ننسى ديننا وكل ما يتصل به".

وهذا لعمري هو منتهى الجهل فإن هناك فرقا بين البحث عن حقيقة فلسفية عقلية محضة وبين البحث عن حقيقة أدبية تاريخية قائمة على النص، وقول فلان وفلان، وإذا هو نسي دينه "وتأمل هذه العبارة" فماذا يكون من أثر هذا في التاريخ مادامت المادة التاريخية لم تجتمع له كما أسلفنا وما دام الأستاذ مبتلى من كل جهة؟

إن طه حسين مجموعة أخلاق مضطربة وأفكار متناقضة وطبائع زائفة وما من عالم في الأرض إلا وأنت واجد آراءه قائمة بمجموع أخلاقه أكثر مما هي آتية من صفاته العقلية، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان" , وطه رجل أرسلوا لسانه إلى أوربا فرجع بلسانه وترك قلبه هناك في خرائب روما, فيجب أن يكون نفاقه وثرثرته مقصورتين على نفسه وإذا كان عميد كلية الآداب لا يحسن من العربية شيئا ولا يفقه من هذه المباحث شيئًا ولا هو من دين الأمة في شيء فماذا نقول في الأستاذ الأديب الذكي البليغ مدير الجامعة الذي اسمه أحمد؟

والأمر الذي نخشاه من طه أنه "أداة" أوروبية استعمارية تعمل على إفساد أخلاق الأمة وحل عروتها الوثقى من دينها في أدبه ولغته وكتابه وتحقير كل من يتسم بشيء من ذلك عالما أو متعلما أو متورعا، فهو دائب على إزالة ما وقر في نفوس المسلمين من تعظيم نبيهم وكتابه وإيثار دينهم وفضيلتهم وإجلال علمائهم وسلفهم مرة بالتكذيب ومرة بالتهكم ومرة

<<  <   >  >>