كاملة، وإذا وجدت في أمة لا يكون وجودها الا في أيام انحطاطها، ومن السهل أن ينتقل الذكاء من أمة إلى أخرى، أما الصفة الخلقية فلا تنتقل، الخلق كالصخرة الثابت التي تلطمها الأمواج يوما بعد يوم في عدة قرون.
وللأخلاق نفوذ كبيرة على حياة الأمم، والخلق هو الأساس الحقيقي للمزاج الشخصي، والأمة اذا تغيرت لغتها ومعتقداتها وفنونها بغته، وتغيرات كهذه لا تكون حقيقة في هذه الأمة الا إذا استطاعت أن تحول روحها، ولهذا لم ينجح الاستعمار في تبدل طبائع الشعوب وخلقها، وباء بالفشل التام رغم المجهودات التي بذلها أنظر الى أحلامه كيف كذبها الواقع وبددتها الحقائق الناصعة باستقلال هذه الشعوب.