للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحلف أثر كبير في التغلب على تركيا حتى تضعضعت قوتها، ثم دخلت روسيا في حرب معها باسم الدين، هذه الحرب تؤيدها جميع الدول الأوربية وأشعلوا فيها الفتن والثورات من الداخل حتى من العرب أنفسهم، وألبوا عليها كل الممالك التي كانت تحت يديها فبعضها استقل عنها كمصر والجزيرة العربية وبعضها في طريق الاستقلال، وأنزلت هذه الحروب والفتن التي كانت من الداخل والخارج بالخلافة الاسلامية ضربات قاصمة وخسائر فادحة، وكانت نتيجة هذه الأحداث العظيمة أن هوت تركيا من شاهق وهان أمرها وضعف شأنها حتى أصبحت تعرف بالرجل المريض .... وهكذا حطم الغرب المسيحي الخلافة العثمانية، واستولى على الأقطار العربية التي كانت تكون أكبر جزء في جسم الخلافة.

احتلت فرنسا الجزائر سنة ١٨٣٠م وتونس ١٨٨١م ومراكش ١٩١١م وان كانت هذه الأخيرة لم تكن تابعة لتركيا وأذنت الدول الأوربية لفرنسا ان تحتل لبنان سنة ١٨٦٠م ثم سوريا سنة ١٩١٨م.

واحتلت انجلترا مصر سنة ١٩٨٢م واحتلت إيطاليا طرابلس سنة ١٩١١م ثم فلسطين من طرف الانكليز عقب ذلك.

وسبب هذا الاحتلال هو أن رجال الكنيسة والمبشرين من رجال الدين المسيحي مهدوا الطريق الى هذا الاحتلال الشنيع لأنهم كانوا في الأقطار جواسيس وعيونا يطلعون الاستعمار على عورات المسلمين وينقلون اليه كلما هب ودب فيها باسم الدين والتظاهر بالشفقة والرحمة على الفقراء والعجزة والمساكين.

الرهبان منذ القرن الثامن الهجري الموافق للقرن الرابع عشر الميلادي حتى الى القرن الثامن عشر ما انفكوا في مراكش، والجزائر، وتونس ومصر والشام يعملون للاستعمار حتى تمكنوا فعلا من احتلال هذه الأوطان.

ففي سنة ١٩١١م عقد مؤتمر للمبشرين المسيحيين في لنكاو في الهند ونظر في حالة المسلمين، فوجد فيها الاضطرابات الخطيرة، والانقسامات الى طوائف متناحرة قال أحدهم: (ان هذا الانقسام

<<  <   >  >>