الا دفاع عن الغرب وسلامته من الأخطار التي تهدده في المستقبل ...
هذا هو سر تصلب الفرنسيين بخلاف الفوائد الأخرى التي يجنونها من هذه الأقطار، فهي بالنسبة الى النفط الأولى تعد ثانوية ...
وسبب تصلب الجزائريين في مواقفهم فهو معروف لأن حكومة الجنرال ديغول وقفت منهم موقفا لا يستطيع أحد أن يفهمه بحيث عمدت الى شعوب افريقيا السوداء فمنحتها استقلالها ومنعت منه الجزائريين الذين يقاتلون من أجله مقاتلة شديدة وأرغمتهم على التفرنس بالحديد والنار، وأقحمتهم قسرا في صلب الدستور الفرنسي، بأن لا شيء لهم الا الاندماج في الشعب الفرنسي.
لما رأى الجزائريون حياتهم مهددة بالاضمحلال والفناء من هذا القطر كما هو معلوم لدى العام والخاص استماتوا في كفاحهم ضد الاستعمار، وأصبحت لهم هذه الحرب قضية موت أو حياة، فالجزائريون يختارون واحدا من اثنين: إما شعب متحرر من جميع القيود مستقل من السيطرة الأجنبية، يباشر سيادته كاملة، وإما موت نهائية لا حياة له في هذا الوطن فاختار الاول، هذا هو سر تصلب الجزائريين، وسر خلق المشاكل والصعوبات التي اعترضت حل هذه القضية ...
هذه الثورة أفقدت قادة فرنسا رشدهم، وأخرجتهم عن اتزانهم فجعلتهم يفقدون كل سيطرة على أعصابهم حتى ارتكبوا أغلاطا فاحشة وأعمالا إجرامية كبيرة لا ينساها لهم التاريخ ولا تتسامح لهم بها الأجيال الصاعدة.
اصطدمت فرنسا بمقاومة شعبية صلبة منذ الاحتلال لا تعرف التراجع ولا تخشى العذاب، ولا ترهب من الموت، وبعقلية صحيحة لا التواء فيها ولا غموض لأن الشعب الجزائري صريح لا يعرف طريق اللف والدوران، إما أن يأتي بحقه كاملا، وإما أن يتحطم ...
وفي هذه المصادمات وقع ما وقع من خسائر وويلات ونكبات مما لا يستطيع أحد أن يعبر عنها، وفي النهاية تغلب الحق على