تصطدم بوحدات جيش التحرير، انتهت العملية في هذه المنطقة، واعتقد الجنرال شال قد نجح، وأن منطقة وهران قد تطهرت من الثوار، وأخذت صحف الاستعمار تشيد بهذه الانتصارات الباهرة، وتغنى راديو باريس بهذه العمليات الحربية الموفقة الناجحة التي قام بها الجنرال شال في ١٧ من أفريل ١٩٥٩م، نشرت الصحيفة الاستعمارية (الجنرال ديغول) يهنئ القادة العسكريين على عملياتهم الأخيرة في وهران وفي الحال وجه الجنرال شال كل ما لديه من قوات للولاية الرابعة، وما كادت قواته تخطو أولى خطواتها داخل الولاية الرابعة حتى نشط جيش التحرير الذي كان في الولاية الخامسة الذي كان مختفيا حتى ذهبت الحملة العسكرية وأخذ يهاجم قوات شال من خلف، ولم يكن شال يتوقع هذا، لأن الولاية الخامسة قد تم تطهيرها، وتوهم شال أن هذه الوحدات الصغيرة هي كل ما لدى الثوار من قوات في هذه المنطقة فواصل زحفه على الولاية الرابعة، ولم يكد يتغلغل فيها حتى فوجئ بهجمات جيش التحرير تنهال عليه من الولاية الخامسة، فوقعت القوات الفرنسية في مأزق لم تكن لها به علم، وتحتم على القائد العام للقوات الفرنسية ان يختار من أمرين واحدا إما أن يطلب النجدة من فرنسا ليرد بها هجمات جيش التحرير، وإما أن يقسم قواته ليدافع بها في الجهات التي فتحها له الثوار ...
أما طلب النجدات من فرنسا فقد كان مستحيلا تقريبا لأن القوات الاحتياطية من الجنود التي كانت في الجزائر، قد دفع بها الجنرال شال الى الولاية الرابعة، وكانت حكومة الجنرال ديغول قد رفضت جميع الإمدادات العسكرية الى الجزائر، فلم يبق الا تقسيم قواته ... وهكذا وجد الجنرال شال نفسه في الخطأ الذي حرص على تلافيه، فقد أجبره جيش التحرير على تشتيت قواته، وأصبحت برامجه لا تختلف عن سابقتها من البرامج الأخرى. لقد بدئ برنامج شال في وهران، والونشريس، ثم الحضنة وأخيرا في بلاد القبائل وفي المنطقة انتهى برنامج شال ولم يعد صالحا للعمل ...