للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنْ يَكونَ ساعةَ موتِهِ، بل كلُّ نَفَسٍ:

لا تَأْمَنِ المَوْتَ في طَرْفٍ وَلا نَفَسِ … وَلَوْ تَمَنَّعْتَ بِالحُجَّابِ وَالحَرَسِ

قالَ لُقْمانُ لابنِهِ: يا بنيَّ! لا تُؤَخِّرِ التَّوبةَ؛ فإنَّ الموتَ يَأْتي بغتةً.

وقالَ بعضُ الحكماءِ: لا تَكُنْ ممَّن يَرْجو الآخرةَ بغيرِ عمل ويُؤَخِّرُ التَّوبةَ لطولِ الأمل.

إلى اللهِ تُبْ قَبْلَ انْقِضائِكَ لِلْعُمْرِ … أُخَيَّ وَلا تَأْمَنْ مُفاجَأةَ الأمْرِ

وَلا تَتَّهِمْني في دُعائِي فَإنَّما … دَعَوْتُكَ إشْفاقًا عَلَيْكَ مِنَ الوِزْرِ

فَقَدْ حَذَّرَتْكَ الحادِثاتُ نُزولَها … وَنادَتْكَ إلَّا أنَّ سَمْعَكَ ذو وَقْرِ

تَنوحُ وَتَبْكي لِلأحِبةِ إنْ مَضَوْا … وَنَفْسَكَ لا تَبْكي وَأنْتَ عَلى الإثْرِ

قالَ بعضُ السَّلفِ: أصْبِحوا تائبينَ وأمْسُوا تائبينَ. يُشيرُ إلى أن المؤمنَ لا يَنْبَغي أنْ يُصْبِحَ ويُمْسِيَ إلَّا على توبةٍ؛ فإنَّهُ لا يَدْري متى يَفْجَؤُهُ الموتُ صباحًا أو مساءً. فمَن أصْبَحَ أو أمْسى على غيرِ توبةٍ، فهوَ على خطرٍ؛ لأنَّهُ يُخْشى أنْ يَلْقى الله غيرَ تائبٍ فيُحْشَرَ في زمرةِ الظَّالمينَ، قالَ تَعالى: {وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات: ١١].

تُبْ مِنْ خَطاياكَ وَابْكِ خَشْيَةَ ما … أُثْبِتَ مِنْها عَلَيْكَ في الكُتُبِ

أيَّةَ حالٍ تَكونُ حالُ فَتًى … صارَ إلى رَبِّهِ وَلَمْ يَتُبِ

تأْخيرُ التَّوبةِ في حالِ الشَّبابِ قبيحٌ، ففي حالِ المشيبِ أقبحُ وأقبحُ. اللهمَّ! ألْهِمْنا رُشْدَنا.

نَعى لَكَ ظِلَّ الشَّبابِ المَشيبُ … وَنادَتْكَ بِاسْمِ سِواكَ الخُطوبُ

فَكُنْ مُسْتَعِدًّا لِداعِي الفَناءِ … فَكُلُّ الذي هُوَ آتٍ قَريبُ


= بن غزوان وضّاع وقح، وفي طريق الضياء نصر بن حمّاد متّهم.
فالحديث جاء عن ابن جدعان من ثلاث أوجه ساقطة كما رأيت، وابن جدعان نفسه ضعيف. وتوبع ابن جدعان متابعة ضعيفة بشهادة البيهقي وما أراها إلّا ساقطة على ما ألفته من عادة البيهقي في التراخي في التضعيف. وله شاهد جاء عن جابر من أوجه ثلاث ساقطة. فالحديث ضعيف بجملة طرقه وتفصيلها، وإلى تضعيفه مال البخاري وأبو حاتم وابن خزيمة وابن حبَّان والعقيلي وابن عدي والدارقطني وابن عبد البرّ والبيهقي والمنذري والبوصيري والعسقلاني والألباني.

<<  <   >  >>