وقال ابن عبد البرّ: "جماعة أهل العلم بالحديث يقولون: إنّ هذا الحديث من وضع عبد الله بن محمّد العدوي، وهو عندهم موسوم بالكذب". قلت: ومن هنا تعلم تقصير المنذري بقوله عن سند أبي يعلى: "ليّن"، وسكوته عن سند ابن ماجه مع أنّه واحد! وقال البوصيري: "ضعيف لضعف عليّ بن زيد وعبد الله بن محمّد العدوي". قلت: وقد اضطرب العدويّ فيه فرواه مرّة عن عمر بن عبد العزيز عن عبادة بن عبد الله عن طلحة مرفوعًا. رواه: الباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" (٨٨)، وأبو ظاهر الأنباري في "مشيخته" (٥٩١ - إرواء)، والضياء المقدسي (٥٩١ - إرواء). وقد توبع هذا العدوي فرواه: عبد بن حميد (١١٣٦) والبزّار والقضاعي في "المسند" (٧٢٤) وابن عساكر من طريق بقيّة عن حمزة بن حسّان، والضياء المقدسي (٥٩١ - إرواء)؛ من طريق فروة الحنّاط عن أبي فاطمة؛ كلاهما عن علي بن زيد، عن سعيد، عن أبي هريرة … رفعه. وهذا من شرّ حديث بقيّة؛ فإنّه عنعن وأتى بمجهول لا يعرف، وفي الطريق الأُخرى فروة وأبو فاطمة لا يعرفان، فالمتابعة واهية. قال البيهقي (٣/ ١٧١): "وروى كاتب الليث عن نافع بن يزيد، وأبو يحيى الوقّار عن خالد بن عبد الدائم عن نافعٍ بن يزيد؛ عن زهرة بن معبد، عن سعيد، عن أبي هريرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - معنى هذا في الجمعة، وهو أيضًا ضعيف". قلت: لم يبيّن يرحمه الله لفظ هذه الطريق لنتعرّف إلى قيمتها كشاهد، وهل فيها ما يشهد للمذكور أو هي مختصّة بالجمعة، لكنّه أحسن ببيان ضعفها حتّى لا نأسى على ما فاتنا منها. ورواه: ابن خزيمة، وعنه ابن حبّان في "المجروحين" (٢/ ٣٠٥)، والضياء في "المنتقى" (٥٩١ - إرواء)؛ من ثلاث طرق أُخرى، عن جابر … رفعه. وفي طريقي ابن خزيمة وابن حبّان محمّد بن عبد الرحمن =