للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"ساعةً". حتَّى قالَ: "فواقًا". فقالَ لهُ إنسانٌ: أرَأيْتَ إنْ كانَ مشركًا فأسْلَمَ؟ قالَ: إنَّما أُحَدِّثُكُم ما سَمِعْتُ مِن رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - (١).

وفيهِ أيضًا: عن عَبْدِ الرَّحمنِ البَيْلَمانِيِّ؛ قالَ: اجْتَمَعَ أربعةٌ مِن أصحابِ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: فقالَ أحدُهُم: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقولُ: "إنَّ الله عَزَّ وجَلَّ يَقْبَلُ توبةَ العبدِ قبلَ أنْ يَموتَ بيومٍ". قالَ الآخرُ: أنتَ سَمِعْتَ هذا مِن رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ قالَ: نعم. قالَ: وأنا سَمِعْتُ مِن رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقولُ: "إن الله عَزَّ وجَلَّ يَقْبَلُ توبةَ العبدِ قبل أنْ يَموتَ بنصفِ يومٍ". فقالَ الثَّالثُ: أنتَ سَمِعْتَ هذا مِن رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ قالَ: نعم. قالَ: وأنا سَمِعْتُ مِن رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقولُ: "إنَّ الله تقْبَلُ توبةَ العبدِ قبلَ أنْ يَموتَ بضحوةٍ". قالَ الرَّابعُ: أنتَ سَمِعْتَ هذا مِن رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ قالَ: نعم. قالَ: وأنا سَمِعْتُ مِن رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقولُ: "إنَّ الله يَقْبَلُ توبةَ العبدِ ما لمْ يُغَرْغِرْ بنفسِهِ" (٢).


(١) (ضعيف بهذا التمام). رواه: الطيالسي (٢٢٨٤)، وأحمد (٢/ ٢٠٦)، والبخاري في "التاريخ" (١/ ٤٢٧)، والطبري (٨٨٦٤)، والبيهقي في "الشعب" (٧٠٦٧)؛ من طريق شعبة، عن إبراهيم بن ميمون، [عن رجل من بني الحارث بن كعب]، عن رجل منّا يقال له أيّوب، سمعت ابن عمرو … رفعه. قال الهيثمي (١٠/ ٢٠٠): "فيه راو لم يسمّ، وبقيّة رجاله ثقات". قلت: أيّوب مجهول.
ورواه الحاكم (٤/ ٢٥٨) من طريق عمير بن مدراس، ثنا عبد الله بن نافع، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن بن البيلماني، سمعت ابن عمرو … رفعه. وعمير مجهول، وعبد الله بن نافع هو الصائغ ليّن، وهشام حسن في الشواهد، وقد خالفوا رواية الثقات عن زيد بن أسلم عن ابن البيلماني عن جماعة من الصحابة كما سيأتي في الحاشية التالية، فروايتهم منكرة.
وله شاهد عند الخطيب في "التاريخ" (٨/ ٣١٧) من حديث عبادة بن الصامت بنحوه. وفي سنده محمّد بن مروان السدّي متّهم.
وشاهد عند: الطبراني (١٢/ ٣٣٨/ ١٣٦٠٨)، وابن مردويه (النساء ١٨ - ابن كثير)؛ من حديث ابن عمر مرفوعًا بنحوه. وفي سنده: يحيى بن عبد الله البابلتّي ضعيف، وأيّوب بن نهيك واه شبه المتروك.
وشاهد من حديث ابن البيلماني يأتي بعده.
فالطريق الأولى لحديث ابن عمرو واهية والثانية منكرة، وحديثا عبادة وابن عمر ساقطان، وحديث ابن البيلماني واه سيأتيك الكلام فيه، ومثل هذه الأسانيد لا تكتسب باجتماعها قوّة. والله أعلى وأعلم.
(٢) (ضعيف بهذا التمام). رواه: سعيد بن منصور (٥٩٧)، وأحمد (٣/ ٤٢٥، ٥/ ٣٦٢)، وابن أبي الدنيا في "التوبة" (١٥٠)، والحاكم (٤/ ٢٥٧ و ٢٥٨)، والبيهقي في "الشعب" (٧٠٦٨ و ٧٠٦٩)؛ من طرق ثلاث قويّة، عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن بن البيلماني … به. وهذا سند واه فيه علل: أولاها: ضعف ابن البيلماني هذا ونكارة حديثه. والثانية: قول صالح جزرة: "لا يعرف أنّه سمع من أحد من الصحابة إلّا =

<<  <   >  >>