ورواه الحاكم (٤/ ٢٥٨) من طريق مؤمّل بن إسماعيل، ثنا سفيان الثوري، كتبت إلى [محمّد بن] عبد الرحمن بن البيلماني فكتب إليّ أنّ أباه جلس إلى نفر … إلخ. ومؤمّل حسن في الشواهد، وقد أسقط محمّدًا من السند، ولا بدّ منه؛ لأنّ سفيان لم يلحق ابن البيلماني، ولم يتنبّه الحاكم يرحمه الله لذلك فراح يردّ رواية الثوري ويرجّح غيرها عليها. ومحمّد بن عبد الرحمن ساقط لا يفرح بروايته. وقد أوردت في الحاشية السابقة جملة من شواهد هذا الحديث وبيّنت ضعفها وأنّها لا تقوم بهذا المتن ولا تزحزحه عن ضعفه. والله أعلم. (١) (حسن). رواه: أحمد (٣/ ٢٩ و ٧٦)، وأبو يعلى (١٣٩٩)، والحاكم (٤/ ٢٦١)، والبيهقي في "الصفات" (٢٦٥)، والبغوي في "السنّة" (١٢٩٣)؛ كلّهم من طريق ابن لهيعة إلّا الحاكم فمن طريق عمرو بن الحارث كلاهما عن درّاجٍ، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد … رفعه. قال الحاكم: "صحيح الإسناد"، وأقرّه المنذري والذهبي، خلافًا لقوله في "العلوّ": "درّاج واه"، وهو الأولى بالصواب، فدرّاج لا يعدو أن يكون حسنًا في الشواهد، وروايته عن أبي الهيثم ضعيفة، وهذا منها. ورواه: أحمد (٣/ ٢٩ و ٤١)، وأبو يعلى (١٢٧٣)، والطبراني في "الأوسط" (٨٧٨٣) و"الدعاء" (١٧٧٩)، وأبو نعيم في "الحلية" (٨/ ٣٣٢)؛ من طريق قويّة، عن عمرو بن أبي عمرو، عن أبي سعيد … رفعه. قال الهيثمي (١٠/ ٢١٠): "رجاله رجال الصحيح". قلت: ولكنّه منقطع؛ فإنّهم لم يذكروا لعمرو رواية عن أبي سعيد، وعلم التاريخ لا يدعم هذه الرواية. على أنّ الحديث حسن بطريقيه، وقد قوّاه الحاكم والمنذري والذهبي والهيثمي والمناوي والألباني.