(٢) وهؤلاء يرجى لهم القبول؛ فإن الندم توبة، والتوبة مقبولة ما لم يغرغر صاحبها! وفي الناس من هم شرّ حالًا من أُولئك! تراهم في لحظات النزع لا شغل لهم إلّا مظاهر الدنيا؛ هل جاء فلان؟! وماذا أحضر فلان من الهدايا؟! ولقد رأيت أحدهم في حال يرثى لها، فجاءه أنّ الوزير فلانًا في طريقه إليه، فشدّ نفسه ووضعت له الوسائد ووجم في الحاضرين حتّى ينصرفوا قبل حضور الضيف الكبير، ثمّ مات من ليلته! وقلت لمصاب بجلطة دماغيّة: عليك بالتوبة! فقال لي بصوت متلعثم: ما بقي ما يستحقّ التوبة! فتعجّبت من هذا الجواب الفظيع، ثمّ حضرني قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.