للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويُرْوى نحوُهُ عن غيرِهِ أيضًا مِن الشُّيوخِ!!

• فمَن طَمعَ في العتقِ مِن النَّارِ ومغفرةِ ذنوبِهِ في يومِ عرفةَ، فلْيُحافِظْ على الأسبابِ التي يُرْجى بها العتقُ والمغفرةُ.

* فمنها: صيامُ ذلكَ اليومِ. ففي "صحيح مسلم" (١): عن أبي قَتادَةَ، عنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ قالَ: "صيامُ يومِ عرفةَ؛ أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السَّنةَ التي قبلَهُ والتي بعدَهُ".

* ومنها: حفظُ جوارحِهِ عنِ المحرَّماتِ في ذلكَ اليومِ. ففي "مسند الإمام أحْمَد": عنِ ابنِ عَبَّاسٍ، عنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أنَّهُ قالَ يومَ عرفةَ: "هذا يومٌ مَن مَلَكَ فيهِ سمعَهُ وبصرَهُ ولسانَهُ؛ غُفِرَ لهُ" (٢).

* ومنها: الإكثارُ مِن شهادةِ التَّوحيدِ بإخلاصٍ وصدقٍ؛ فإنَّها أصلُ دينِ الإسلامِ الذي أكْمَلَهُ اللهُ في ذلكَ اليومِ وأساسُهُ.

وفي "المسند": عن عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو؛ قالَ: كانَ أكثرُ دعاءِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يومَ عرفةَ: "لا إلهَ إلأَ اللهُ وحدَهُ، لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ، ولهُ الحمدُ، بيدِهِ الخيرُ، وهوَ على كلِّ


= وإنّما أُريد أن أسأل: من أين لابن الموفّق هذه الثقة التامّة بأنّ حجّته الأخيرة - بل حجّاته كلّها - قد قبلت حتّى يوزّعها يمينًا وشمالًا؟! ومن أين له هذه الضمانة بدخول الجنّة حتّى يستهين بهذه الحسنات العظام ويستغني عنها؟! وما الذي جعله يظنّ أنّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر وعمر وعثمان وعليّ أحوج إلى الحسنات منه حتّى يتصدّق عليهم بها؟! قصص تساق للموعظة والاعتبار، فإذا أنعمت النظر فيها لم تر إلّا جهلًا أو غرورًا.
(١) (١٣ - الصيام، ٣٦ - صيام ثلاثة أيّام، ٢/ ٨١٨/ ١١٦٢).
(٢) (ضعيف). رواه: الطيالسي (٢٧٣٤)، وابن سعد في "الطبقات" (٤/ ٥٤)، وأحمد (١/ ٣٢٩ و ٣٥٦)، والفاكهي في "مكّة" (٢٧٤٨)، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (٦٦٤)، وأبو يعلى (٢٤٤١)، وابن خزيمة (٢٨٣٣)، والطبراني في "الكبير" (١٢/ ١٧٩/ ١٢٩٧٤، ١٨/ ٢٨٨/ ٧٤١)، والخطيب في "التاريخ" (١/ ٢٤٢)؛ من طريق سكين بن عبد العزيز، عن أبيه، عن ابن عبّاس … رفعه.
قال ابن خزيمة: "أنا بريء من عهدة سكين وعهدة أبيه". وقال الهيثمي (٣/ ٢٥٤): "رجاله ثقات". قلت: سكين صدوق، ولكنّه يكثر الرواية عن الضعفاء، فلحق حديثه بعض النكارة لأجل ذلك. وأبوه عبد العزيز: تفرّد ابن حبّان بذكره في "الثقات"، وروى عنه ابنه وآخران ضعيفان، فمثل هذا لا يرفع جهالته، وإنّما ترفع الجهالةَ روايةُ الثقات، ولا سيّما أنّ أبا حاتم قال مجهول وأنّ ابن خزيمة تبّرأ من عهدته. فمثل هذا قصاراه أن يكون صالحًا في المتابعات، ولا متابع، فالسند ضعيف، وقال الألباني: "منكر".

<<  <   >  >>