وهذا سند ضعيف فيه علّتان: أولاهما: عنعنة حبيب على كثرة إرساله وتدليسه وقول العسقلاني فيه: "الظاهر أن روايته عن عروة منقطعة". والثانية: أنّ عروة بن عامر لا تثبت صحبته. ولذلك جزم يحيى بن معين وأبو حاتم الرازي وابن قانع وابن حبّان والبيهقي والعسكري والمنذري والمزّي والذهبي والعراقي والعسقلاني والألباني أنّ حديثه هذا مرسل. ورواه معمر في "الجامع" (١٩٥١٢) عن الأعمش عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - معضلًا. ولا يفيد الطريق السابقة شيئًا؛ لأنّ الأعمش تلقّاه من حبيب فأسنده تارة وأرسله أُخرى. (١) (ضعيف). قطعة من حديث رواه: ابن حبّان (٦١٢٣)، والطحاوي في "المعاني" (٤/ ٣١٤)، وابن عبد البرّ (٩/ ٢٨٤) تعليقًا، والضياء في "المختارة" (٦/ ٢٥١/ ٢٢٦٩)؛ من طريق زهير بن معاوية، عن عتبة بن حميد، ثني عبيد الله بن أبي بكر، سمع أنسًا … رفعه. قال الضياء والألباني: "حسن". وقال العسقلاني في "الفتح" (٦/ ٦٣): "في صحّته نظر؛ لأنّه من رواية عتبة بن حميد عن عبيد الله بن أبي بكر عن أنس". قلت: عتبة فيه ضعف، وقد تفرّد بهذا المعنى عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ولم يتابعه عليه أحد، فلا يطمئنّ القلب لتقويته. والله أعلم. (٢) انظر لهذا: "صحيح البخاري" (١٦ - الكسوف، ٢/ ٥٢٦/ ١٠٤٠ وما بعدها)، و"صحيح مسلم" (١٠ - الكسوف، ٢/ ٦١٨/ ٩٠١ وما بعدها)؛ فقد جاء في معظم أحاديث الكسوف.