للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي "مراسيل أبي داوودَ": أن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "ليسَ عبدٌ إلَّا سَيَدْخُلُ قلبَهُ طِيَرَةٌ، فإذا أحَسَّ بذلكَ؛ فلْيَقُلْ: أنا عَبْدُ اللهِ، ما شاءَ اللهُ، لا قوَّةَ إلَّا باللهِ، لا يَأْتي بالحسناتِ إلَّا اللهُ، ولا يَذْهَبُ بالسَّيِّئاتِ إلَّا اللهُ، أشْهَدُ أن الله على كلِّ شيءٍ قديرٌ. ثمَّ يَمْضي لوجهِهِ" (١).

وفي "مسند الإمام أحْمَدَ": عن عَبْدِ اللهِ بن عَمْرٍو مرفوعًا: "مَن رَجَعَتْهُ الطِّيَرَةُ مِن حاجتِهِ؛ فقدْ أشْرَكَ. وكفَّارةُ ذلكَ أنْ يَقولَ أحدُهُم: اللهمَّ! لا طيرَ إلَّا طيرُكَ، ولا خيرَ إلَّا خيرُكَ، ولا إلهَ غيرُكَ" (٢).

وخَرَّجَ أحْمَدُ وأبو داوودَ مِن حديثِ: عُرْوَةَ بن عامِرٍ القُرَشِيِّ؛ قالَ: ذُكِرَتِ الطِّيَرَةُ عندَ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فقالَ: "أحسنُها الفأْلُ، ولا تَرُدُّ مسلمًا، فإذا رَأى أحدُكُم ما يَكْرَهُ؛ فلْيَقُلِ: اللهمَّ! لا يَأْتي بالحسناتِ إلَّا أنتَ، ولا يَدْفَعُ السَّيِّئاتِ إلَّا أنتَ، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا بكَ" (٣). وخَرَّجَهُ أبو القاسِمِ البَغَوِيُّ، وعندَهُ: "ولا تَضُرُّ مسلمًا".


(١) (ضعيف). رواه أبو داوود في "المراسيل" (٥٣٩) من طريق قويّة عن عبد الرحمن بن سابط عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا. ولم أقف له على ما يقوّيه، فهو باق على ضعفه بالإرسال.
(٢) (صحيح). رواه: ابن وهب في "الجامع" (٦٥٨)، وأحمد (٢/ ٢٢٠)، والطبراني في "الكبير" (٥/ ١٠٨ - مجمع)، وابن السنّي في "اليوم والليلة" (٢٩٢)، وابن عبد البرّ في "التمهيد" (٢٤/ ٢٠١)؛ من طرق، عن ابن لهيعة، أنا ابن هبيرة، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن ابن عمرو … رفعه. قال الهيثمي: "فيه ابن لهيعة، وحديثه حسن وفيه ضعف، وبقيّة رجاله ثقات". قلت: رواه عنه عبد الله بن وهب وعبد الله بن يزيد وروايتهما عنه مستقيمة، فالسند جيّد.
ويشهد للقطعة الأولى حديث رويفع بن ثابت المتقدّم قريبًا وشواهده.
ويشهد للقطعة الثانية: حديث بريدة عند البزّار (٣٠٤٨ - كشف) بسند واه، وحديث أبي هريرة عنده (٣٠٤٩ - كشف) بسند لا بأس به.
وجاءت القطعة الثانية أيضًا عند: ابن أبي شيبة (٢٦٤٠٢ و ٢٩٥٣٤ و ٣٩٨٦٣)، وأبي الشيخ في "العظمة" (٧٠٧)، والبيهقي في "الشعب" (١١٨٠)، وابن عبد البرّ في "التمهيد" (٢٤/ ٢٠١)؛ من أوجه موقوفة على عليّ وابن عمرو وابن عبّاس. وهذه وإن لم تكن شواهد عمليًّا، لكنّها تزيد اليقين بصحّة هذا الأصل عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنّ اجتماع هؤلاء الصحابة عليه يرجّح أنّهم تلقّوه عنه - صلى الله عليه وسلم -.
(٣) (ضعيف). رواه: ابن أبي شيبة (٢٦٣٨٣ و ٢٩٥٣٢ و ٢٩٥٣٣)، وأبو حاتم في "الوحدان" (٢/ ٤٧٦ - إصابة)، وأحمد (ولم أجده في المسند)، ومن طريقه أبو داوود (٢٢ - الطب، ٢٤ - الطيرة، ٢/ ٤١٢ / ٣٩١٩)، والطبري، والبغوي في "المعجم" (لطائف المعارف - ص ١٧٧)، وابن قانع في "المعجم" (٢/ ٢٦٢/ ٧٨١)، وابن السنّي (٢٩٣)، وابن شاهين (٢/ ٤٧٦ - إصابة)، والبيهقي في "السنن" (٨/ ١٣٩) =

<<  <   >  >>