(٢) قد أخذ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بالأسباب الظاهرة وهو أعظم الخلق تحقيقًا للتوكّل والأسباب الباطنة: فظاهر في أحد بين درعين، وكان يدّخر لأهله قوت سنة … ثمّ اتّبع أصحابه وتابعوهم بإحسان سنّته فأخذوا بالأسباب الظاهرة … ثمّ نبتت قرون البدع، فقالا مخرّفو الصوفيّة: هذا شأن العامّة، وأمّا الخاصّة؛ فلهم أن يتركوا الأسباب الظاهرة - من التكسّب وحمل الزاد - والتعوّض عنها بالتوكّل! ثمّ أوغل ضلّالهم أكثر وأكثر فقالوا: لخاصّة الخاصّة أن يتركوا الأسباب الشرعيّة - كالصلاة والصوم والحجّ - والتعوّض عنها بالاتّصال مع الله - تعالى الله عن إفكهم - والوصول والمشاهدة والفناء في الذات الإلهيّة … والله المستعان على هذه الضلالات التي ما أنزل الله بها من سلطان. (٣) في خ: "وعامّة المؤمنين يعلموا ذلك"! والصواب ما أثبتّه من م ون وط.