للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ارْحَموا عزيزَ قومٍ بالمعاصي ذَلَّ (١) وغنيَّ قومٍ بالذُّنوبِ افْتَقَرَ.

سَلوا الله الثَّباتَ إلى المماتِ، وتَعَوَّذوا مِن الحَوْرِ بعدَ الكَوْرِ.

كانَ الإمامُ أحْمَدُ يَدْعو ويَقولُ: اللهمَّ! أعِزَّني بطاعتِكَ ولا تُذِلَّني بمعصيتِكَ.

وكانَ عامَّةُ دعاءِ إبْراهيمَ بن أدْهَمَ: اللهمَّ! انْقُلْني مِن ذلِّ المعصيةِ إلى عزِّ الطَّاعةِ.

وفي بعضِ الآثارِ الإلهيَّةِ (٢): يَقولُ اللهُ تَعالى: أنا العزيزُ، فمَن أرادَ العزَّ؛ فلْيُطعِ العزيزَ.

ألا إنَّما التَّقوى هِيَ العِزُّ وَالكَرَمْ … وَحُبُّكَ لِلدُّنْيا هُوَ الذُلُّ وَالسَّقَمْ

وَلَيْسَ عَلى عَبْدٍ تَقِيٍّ نَقيصَةٌ … إذا حَقَّقَ التَّقْوى وَإنْ حاكَ أوْ حَجَمْ

• الحاجُّ إذا كانَ حجُّهُ مبرورًا؛ غُفِرَ لهُ ولمَنِ اسْتَغْفَرَ لهُ وشُفِّعَ فيمَن شُفِّعَ فيهِ.

وقد رُوِىَ أن الله تَعالى يَقولُ لهُم يومَ عرفةَ: "أفيضوا مغفورًا لكُم ولمَن شَفَعْتُمْ فيهِ" (٣).


(١) في خ: "ذلّ بالمعاصي"، وما أثبتّه من م وط أولى بالسياف.
(٢) الإسرائيليّة، التي لا أصل لها في المرفوع الصحيح، وإن صحّ معناها.
(٣) (ضعيف). قطعة من حديث طويل في فضائل الركوع والسجود والحجّ جاء من وجوه:
فرواه: البزّار (١٠٨٣ - كشف) والسهمي في "جرجان" (ص ٤٨٤) والبيهقي في "الدلائل" (٦/ ٢٩٤) وابن عبد البرّ في "التمهيد" (١/ ١٢٧) من طريق إسماعيل بن رافع، وأبو يعلى (٤١٠٦) من طريق صالح المرّيّ عن يزيد الرقاشي، والأصبهاني في "الترغيب" (١٠٠٩) من طريق سلام بن سليمان المدائني ثني سلام بن مسلم الطويل عن زياد؛ ثلاثتهم عن أنى … رفعه. وأعلّ الهيثمي (٣/ ٢٧٨) الطريق الأولى بإسماعيل؛ فإنّه ضعيف منكر الحديث وروايته عن أنس منقطعة. وأعلّ الثانية بالمرّيّ، وهو ضعيف في حدّ الترك، والرقاشيّ أيضًا ضعيف. وأمّا الثالثة؛ ففيها المدائني ضعيف، والطويل متروك، وزياد جماعة منهم الكذّاب والمتروك والضعيف. فالطرق الثلاثة لهذا الحديث عن أنس ساقطة منفردة ومجتمعة.
ورواه: عبد الرزّاق (٨٨٣٠)، والطبراني (١٢/ ٣٢٥/ ١٣٥٦٦)، والبيهقي في "الدلائل" (٦/ ٢٩٣)؛ من طريق عبد الوهّاب بن مجاهد، عن أبيه، عن ابن عمر … رفعه. وعبد الوهّاب متّهم متروك.
ورواه: البزّار (١٠٨٢ - كشف)، وابن حبّان (١٨٨٧)، والبيهقي في "الدلائل" (٦/ ٢٩٤)؛ من طريق يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي، ثنا عبيدة بن الأسود، [عن القاسم بن الوليد الجندعي]، عن سنان بن الحارث، عن طلحة بن مصرّف، عن مجاهد، عن ابن عمر … رفعه. قال البزّار: "لا نعلم له أحسن من هذا الطريق". وقال البيهقي: "إسناده حسن". وقال الهيثمي (٣/ ٢٧٨): "رجال البزّار موثّقون". قلت: في رواية الأرحبي عن عبيدة غرائب، وعبيدة يعتبر من حديثه ما بيّن فيه السماع وكان من فوقه ودونه ثقات خلافًا للحال هنا، والقاسم يخطئ ويخالف، وسنان مجهول، فأين الحسن في هذا السند!

<<  <   >  >>