للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا كانَ مَنْ يَنْقُضُ العَهْدَ لا كانْ … لا يَنْقُضُ العَهْدَ إلَّا كُلُّ خَوَّانْ

تَرى الحَيَّ الأُلى بانوا … عَلى العَهْدِ كَما كانوا

أمِ الدَّهْرُ بِهِمْ خانا … وَدَهْرُ المَرْءِ خَوَّانُ

إذا اغْتَرَّ بِغَيْرِ اللـ … ـهِ يَوْمًا مَعْشَرٌ هانوا

مَن رَجَعَ مِن الحجِّ؛ فلْيُحافِظْ على ما عاهَدَ عليهِ الله عندَ استلامِ الحجرِ.

حَجَّ بعضُ مَن تَقَدَّمَ فباتَ بمكَّةَ معَ قومٍ، فدَعَتْهُ نفسُهُ إلى معصيةٍ، فسَمعَ هاتفًا يَقولُ: ويلكَ! ألمْ تَحُجَّ؟ فعَصَمَهُ اللهُ مِن ذلكَ.

قبيحٌ بمَن كَمَّلَ القيامَ بمباني الإسلامِ الخمسِ أنْ يَشْرَعَ في نقضِ ما بَنى بالمعاصي.

في حديثٍ مرسلٍ خَرَّجَهُ ابنُ أبي الدُّنيا أن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ لرجلٍ: "يا فلانُ! إنَّكَ تَبْني وتَهْدِمُ"؛ يَعْني: تَعْمَلُ الحسناتِ والسَّيِّئاتِ. فقالَ: يا رسولَ اللهِ! سوفَ أبْني ولا أهْدِمُ (١).

خُذْ في جِدٍّ فَقَدْ تَوَلَّى العُمْرُ … كَمْ ذا التَّفْريطُ قَدْ تَدانى الأمْرُ

أقْبِلْ فَعَسى يُقْبَلُ مِنْكَ العُذْرُ … كَمْ تَبْني كَمْ تَنْقُضُ ما ذا الغَدْرُ

علامةُ قبولِ الطَّاعةِ أنْ توصَلَ بطاعةٍ بعدَها، وعلامةُ ردِّها أنْ توصَلَ بمعصيةٍ.

ما أحسنَ الحسنةَ بعدَ الحسنةِ وأقبحَ السَّيِّئةَ بعدَ الحسنةِ (٢)!

ذنبٌ بعدَ التَّوبةِ أقبحُ مِن سبعينَ قبلَها (٣).

النَّكسةُ أصعبُ مِن المرضِ الأوَّلِ.

ما أوْحَشَ ذلَّ المعصيةِ بعدَ عزِّ الطَّاعةِ!


(١) (ضعيف). رواه الديلمي (٨٤٩٤) وأسنده صاحب "الزهر" (٤/ ٣٥٨) من طريق ضعيفة عن حمّاد الحميري، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة … رفعه. وحمّاد ما عرفته. وطريق ابن أبي الدنيا التي ذكرها المصنّف مرسلة إن سلمت عن العلل الأخرى ولم تكن آيلة لهذه الطريق نفسها. والله أعلم.
(٢) في خ: "السيّئة بعد السيّئة"، ولها وجه حسن، والأولى ما أثبتّه من م وط وحاشية خ.
(٣) وأقبح منه إتباع الذنب بالذنب وتأجيل التوبة خشية نقضها بالذنوب.

<<  <   >  >>