للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالتقرب إلى اللَّه تعالى بهذه الدماء هو من أجَلِّ القربات.

ولو أن إنسانًا ذبح كبشًا، يتقرب به إلى غير اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- لَكَفر بذلك.

ونعلم قصة الذين قالوا للرجل: "قرِّب ولو ذبابة؟ " (١) ونتيجة ذلك!

فلنحذر أن نقع في أمر من هذه الأُمور المحرمة؛ فنجد أحدهم يتوسل بالولي فلان! أو بالبدوي أو الرفاعي أو غير هؤلاء!

نقول: ليس في هذه الدنيا إلا رب واحد؛ وهو اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- الرحمن الرحيم؛ كما قال -عَزَّ وَجَلَّ-: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الإسراء: ١١٠].

فاللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- قيوم السموات والأرض، وهو كما قال عنه نفسه: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٨٢)} [يس: ٨٢].

وقبلك أيها المؤمن -كما جاء في الحديث-: "بين أصبعين من أصابع الرحمن، يقلبهما كيف يشاء" (٢).


= القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من اللَّه بمكان قبل أن يقع من الأرض، فطيبوا بها نفسًا". وضعفه الألباني في "ضعيف الترغيب والترهيب" (١/ ٣٣٦).
(١) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (١٧/ ٥٣٨) عن سلمان، قال: "دخل رجل الجنة في ذباب ودخل رجل النار في ذباب، مر رجلان على قوم قد عكفوا على صنم لهم وقالوا: لا يمر علينا اليوم أحد إلا قدم شيئًا، فقالوا لأحدهما: قدم شيئًا، فأبى فقتل، وقالوا: للآخر: قدم شيئًا، قال: ليس عندي شيء، فقالوا: قدم ولو ذبابًا، فقال: وأيش ذباب، فقدم ذبابًا فدخل النار، فقال سلمان: فهذا دخل الجنة في ذباب، ودخل هذا النار في ذباب". قال الألباني: "فالحديث صحيح موقوفًا على سلمان الفارسي -رضي اللَّه عنه-؛ إلا أنه يظهر لي أنه من الإسرائيليات التي كان تلقاها عن أسياده حينما كان نصرانيًّا". انظر: "السلسلة الضعيفة" (٥٨٢٩).
(٢) أخرجه مسلم (٦٨٤٤) عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، يقول: إنه سمع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن، كقلب واحد، يصرفه حيث يشاء" ثم قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك".

<<  <  ج: ص:  >  >>