للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[النساء: ١٠١]، وَقَدْ قِيلَ: إِنَّهُ مَذْهَبُ عَائِشَةَ (١) وَقَالُوا: إِنَّ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِنَّمَا قَصَرَ؛ لأنَّهُ كانَ خَائِفًا (٢)).

وقد رددنا أيضًا هذا القول، وبيَّنا أن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- كما في حديث عبد اللَّه بن عباس - خرج من المدينة إلى مكَّة لا يخاف، وأنه كان يقصر الصلاة (٣)، وبقي الأمر على ذلك في عهد أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.

* قوله: (أَمَّا اخْتِلَافُ أُولَئِكَ الَّذِينَ اعْتَبَرُوا المَشَقَّةَ، فَسَبَبُهُ اخْتِلَافُ الصَّحَابَةِ فِي ذَلِكَ، وَذَلِكَ أَنَّ مَذْهَبَ الأَرْبَعَةِ بُرُدٍ رُوِي عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَرَوَاهُ مَالِكٌ (٤)، وَمَذْهَبُ الثَّلَاثَةِ أَيَّامٍ مَرْوِيٌّ أَيْضًا عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَعُثْمَانَ، وَغَيْرِهِمَا (٥) (٦)).

ذكرنا أنه رُوِي أو ثبت عن كل من الصحابيين الجليلين؛ عبد اللَّه بن عمر، وعبد اللَّه ابن عباس أنهما قالا بالقصر في مسافة أربعة برد (٧)،


(١) أخرج الطبري في "تهذيب الآثار" (١/ ٢٦٢) عن عائشة أنها كانت تقول في السفر أتموا صلاتكم. فقالوا: إن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يصلي في السفر ركعتين. فقالت: إن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان في حرب، وكان يخاف، هل تخافون أنتم؟
(٢) وهو قوله وتعليل السيدة عائشة كما في الأثر السابق.
(٣) وهو حديث ابن عباس. وقد سبق.
(٤) أخرجه مالك في "الموطأ" (٤٩٥) بلفظ: "مالك؛ أنه بلغه أن عبد اللَّه بن عباس، كان يقصر الصلاة في مثل ما بين مكة والطائف. وفي مثل ما بين مكة وعسفان. وفي مثل ما بين مكة وجدة، قال يحيى، قال مالك: وذلك أربعة برد". قال الحافظ ابن حجر: "إسناده صحيح". انظر: "التلخيص الحبير" (٢/ ١١٧).
(٥) نقل هذا القول عن ابن مسعود وعثمان القرطبي في "تفسيره" (٥/ ٣٥٥) وفيه قال: "وقال الكوفيون: لا يقصر في أقل من مسيرة ثلاثة أيام، وهو قول عثمان وابن مسعود وحذيفة".
(٦) منهم سعيد بن جبير وإبراهيم النخعي، كما أخرج عبد الرزاق في "المصنف" (٢/ ٥٢٦): عن حماد قال: سألت إبراهيم، وسعيد بن جبير: في كم تقصر الصلاة؟ فقالا: "في مسيرة ثلاثة".
(٧) تقدمت الآثار عنهما قريبًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>