للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* قوله: (وَسَبَبُ الِاخْتِلَافِ فِي ذَلِكَ حَدِيثَانِ مُتَعَارِضَانِ، أَحَدُهُمَا: حَدِيثُ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ. "إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ" (١)، وَالحَدِيثُ الثَّانِي: حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ -صلى اللَّه عليه وسلم- كَانَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ، رَفَعَ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ رَفَعَهُمَا كَذَلِكَ أيضًا، وَقَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ" (٢)، فَمَنْ رَجَّحَ مَفْهُومَ حَدِيثِ أَنَسٍ قَالَ: لَا يَقُولُ المَأْمُومُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، وَلَا الإِمَامُ: رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ، وَهُوَ مِنْ بَابِ


= بد من الترجيح، فالمرجح من جهة المذهب: ما في المتن، يعني "متن الكنز": واكتفى المنفرد بالتحميد؛ لأنه ظاهر الرواية، كما صرَّح به قاضي خان في "شرحه". والمرجح من جهة الدليل: ما صححه في "الهداية". اهـ.
والقول الثالث في المنفرد: أنه يأتي بالتسميع لا غير، وهو رواية المعلى عن أبي حنيفة. قال صاحب "البحر": وينبغي ألَّا يعول عليها، ولم أرَ مَنْ صَحَّحها". اهـ".
ثانيًا: مذهب المالكية على أن المنفرد يجمع بينهما، قال ابن شاس في "الجواهر الثمينة" (١/ ١٠٤): "ويقول في حال الرفع: سَمِعَ اللَّه لمن حمده، ربنا ولك الحمد، إنْ كان منفردًا، ويقتصر على قوله: سمع اللَّه لمن حمده، إنْ كان إمامًا. وقيل: بل يجمع بينهما، وإن كان مأمومًا اقتصر على قوله: ربنا ولك الحمد". وانظر: "شرح التلقين"، للمازري (١/ ٥٨٨).
ثالثًا: مذهب الشافعية على الجمع بينهما للمنفرد، انظر: "نهاية المطلب"، للجويني (٢/ ١٦٠، ١٦١)، وفيه قال: "ثم يقول الرافع من الركوع: سَمِعَ اللَّه لمَنْ حمده، ربنا لك الحمد، ولا فرق بين أن يكون إمامًا، أو مأمومًا، أو منفردًا".
رابعًا: مذهب الحنابلة: أن المنفرد يجمع بينهما، وهو المذهب. وهناك رواية عن أحمد بأنه لا تحميدَ على المنفرد، وقَدْ سبق هذا من كلام ابن قدامة.
(١) وهو حديثٌ متفق عليه، وقد تقدم تخريجه.
(٢) أخرَجه بهذا اللفظ مَالكٌ في "الموطإ" (١/ ٧٥)، وصَحَّحه الأَلْبَانيُّ في "التعليقات الحسان" (١٨٥٨)، وأخرجه البخاري (٧٣٥)، ومسلم (٣٩٠/ ٢١) من غير لفظ: "ربنا ولك الحمد".

<<  <  ج: ص:  >  >>