للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بلى، يا رسول الله، قال: ذكر الله عزّ وجلّ» (١). وخرّجه مالك في «الموطإ» موقوفا.

وخرّج الإمام أحمد والترمذي أيضا من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، «أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم سئل: أيّ العباد أفضل درجة عند الله يوم القيامة؟ قال:

الذّاكرون الله كثيرا. قلت: يا رسول الله، ومن الغازي في سبيل الله؟ قال: لو ضرب بسيفه الكفار والمشركين حتّى ينكسر ويختصب دما، لكان الذّاكرون الله عزّ وجلّ أفضل منه درجة» (٢). وقد روي هذا المعنى عن معاذ بن جبل رضي الله عنه وطائفة من الصّحابة موقوفا. وأن الذّكر لله أفضل من الصّدقة بعدّته دراهم ودنانير، ومن النفقة في سبيل الله.

وقيل لأبي الدّرداء رضي الله عنه: رجل أعتق مائة نسمة. قال: إن مائة نسمة من مال رجل كثير، وأفضل من ذلك إيمان ملزوم بالليل والنهار، وأن لا يزال لسان أحدكم رطبا من ذكر الله عزّ وجلّ. وعنه قال: لأن أقول: لا إله إلاّ الله والله أكبر مائة مرة أحبّ إليّ من أن أتصدّق بمائة دينار. ويروى مرفوعا وموقوفا من غير وجه.

من فاته اللّيل أن يكابده، وبخل بماله أن ينفقه، وجبن عن عدوّه أن يقاتله، فليكثر من: سبحان الله وبحمده؛ فإنّها أحبّ إلى الله من جبل ذهب أو فضّة ينفقه في سبيل الله عزّ وجلّ، وذكر الله من أفضل أنواع الصّدقة.


(١) أخرجه: أحمد (٦/ ٤٤٧، ٥/ ١٩٥)، والترمذي (٣٣٧٧)، وابن ماجه (٣٧٩٠).
وصححه الألباني في «تخريج المشكاة» (٢٢٦٩)، و «تخريج الترغيب» (٢/ ٢٢٨).
(٢) أخرجه: أحمد (٣/ ٧٥)، والترمذي (٣٣٧٣)، وقال: «غريب».
وضعفه الألباني. وراجع: «التعليق الرغيب» (٢/ ٢٢٨).

<<  <   >  >>