وقد قال الشعبيّ في ليلة القدر: ليلها كنهارها. وقال الشافعي في «القديم»: أستحبّ أن يكون اجتهاده في نهارها كاجتهاده في ليلها. وهذا يقتضي استحباب الاجتهاد في جميع زمان العشر الأواخر، ليله ونهاره، والله أعلم.
المحبّون تطول عليهم الليالي فيعدّونها عدّا لانتظار ليالي العشر في كلّ عام، فإذا ظفروا بها نالوا مطلوبهم وخدموا محبوبهم.
قد مزّق الحبّ قميص الصّبر … وقد غدوت حائرا في أمري
آه على تلك الليالي الغرّ … ما كنّ إلاّ كليالي القدر
إن عدن لي من بعد هذا الهجر … وفّيت لله بكلّ نذر
وقام بالحمد خطيب شكري
رياح هذه الأسحار تحمل أنين المذنبين، وأنفاس المحبّين، وقصص التائبين، ثم تعود بردّ الجواب بلا كتاب.
أعلمتم أنّ النّسيم إذا سرى … حمل الحديث إلى الحبيب كما جرى
جهل العذول بأنّني في حبّهم … سهر الدّجي عندي ألذّ من الكرى
فإذا ورد بريد برد السّحر يحمل ملطفات الألطاف، لم يفهمها غير من كتبت إليه.
نسيم صبا نجد متى جئت حاملا … تحيتهم فاطو الحديث عن الرّكب
ولا تذع السّرّ المصون فإنّني … أغار على ذكر الأحبّة من صحبي
يا يعقوب الهجر، قد هبّت ريح يوسف الوصل، فلو استنشقت لعدت بعد العمى بصيرا، ولوجدت ما كنت لفقده فقيرا.