للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي «سنن أبي داود»، عن أبي الدّرداء رضي الله عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: «إنّ فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة، إلى جانب مدينة يقال لها دمشق، من خير مدائن الشام» (١). وخرّجه الحاكم، ولفظه: «خير منازل المسلمين يومئذ» (٢).

إخواني، من كان من هذه الأمة فهو من خير الأمم عند الله عزّ وجلّ. قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ} [آل عمران: ١١٠]. وقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم:

«أنتم توفّون سبعين أمّة، أنتم خيرها وأكرمها على الله عزّ وجلّ» (٣).

لمّا كان هذا الرّسول النّبيّ الأمّيّ خير الخلق وأفضلهم، كانت أمّته خير أمّة وأفضلها، فما يحسن بمن كان من خير الأمم، وانتسب إلى متابعة خير الخلق، وخصوصا من كان يسكن خير منازل المسلمين في آخر الزّمان، إلاّ أن يكون متّصفا بصفات الخير، مجتنبا لصفات الشّرّ، وقبيح به أن يرضى لنفسه أن يكون من شرّ النّاس مع انتسابه إلى خير الأمم. ومتابعة خير الرّسل.

قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} [البيّنة: ٧]. فخير النّاس من آمن وعمل صالحا. وقال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ} [آل عمران: ١١٠].

وقد روي عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: «خير النّاس من فقه في دين الله، ووصل


(١) أخرجه: أحمد (٥/ ١٩٧)، وأبو داود (٤٢٩٨)، وصححه الألباني في «فضائل الشام» (١٥).
(٢) «المستدرك» (٤/ ٤٨٦).
(٣) أخرجه: أحمد (٤/ ٤٤٧)، (٥، ٥/ ٣) وابن ماجه (٤٢٨٨)، والطبراني (١٩/ ٤١٩، ٤٢٦، ٤٢٢/ ٤٢٤) (١٠١٢) (١٠٢٣) (١٠٣٠) (١٠٣٦)، وإسناده حسن.

<<  <   >  >>