للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المسلمين ويقول: إنّ هذه الأمة أئمّة بعضهم لبعض، إشارة إلى أنّه متّبع لدينهم غير ناسخ له.

والشّام هي في آخر الزّمان أرض المحشر والمنشر، فيحشر النّاس إليها قبل القيامة من أقطار الأرض، فيهاجر خيار أهل الأرض إلى مهاجر إبراهيم، وهي أرض الشّام طوعا. كما تقدّم أنّ خيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم.

وقال صلّى الله عليه وسلّم: «عليكم بالشّام؛ فإنّها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده» (١). خرّجه الإمام أحمد، وأبو داود، وابن حبّان، والحاكم في «صحيحيهما». وقال أبو أمامة: لا تقوم السّاعة حتّى ينتقل خيار أهل العراق إلى الشام، وشرار أهل الشام إلى العراق (٢). خرّجه الإمام أحمد.

وقد ثبت في «الصحيحين» عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: «لا تقوم السّاعة حتّى تخرج نار من أرض الحجاز فتضيء لها أعناق الإبل ببصرى» (٣).

وقد خرجت هذه النّار بالحجاز بقرب المدينة، ورئيت أعناق الإبل من ضوئها ببصرى في سنة أربع وخمسين وستمائة، وعقيبها جرت واقعة ببغداد، وقتل بها الخليفة وعامّة من كان ببغداد. وتكامل خراب أرض العراق على أيدي التّتار، وهاجر خيار أهلها إلى الشام من حينئذ.

فأمّا شرار النّاس فتخرج نار في آخر الزّمان تسوقهم إلى الشّام قهرا، حتّى يجتمع الناس كلّهم بالشّام قبل قيام السّاعة.


(١) أخرجه: أحمد (٤/ ١١٠)، وأبو داود (٢٤٨٣)، والحاكم (٥١٠، ٤/ ٥٠٩)، والطبراني في «مسند الشاميين» (١١٧٢)، والبيهقي في «الدلائل» (٦/ ٣٢٧)، والحديث صححه الألباني كما في «فضائل الشام» (١٣، ١١، ٩، ٢).
(٢) أخرجه: أحمد (٥/ ٢٤٩). بإسناد ضعيف.
(٣) أخرجه: البخاري (٩/ ٧٣) (٧١١٨)، ومسلم (٨/ ١٨٠) (٢٩٠٢).

<<  <   >  >>