لعلّك غضبان وقلبي غافل … سلام على الدّارين إن كنت راضيا
في بعض الآثار الإسرائيلية: يقول الله عزّ وجلّ: ألا طال شوق الأبرار إليّ، وأنا إلى لقائهم أشدّ شوقا. كم بين الذين {لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ}[الأنبياء: ١٠٣] وبين الذين {يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا}[الطّور: ١٣]. قال علي رضي الله عنه: تتلقّاهم الملائكة على أبواب الجنة {سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ}[الزّمر:
٧٣]. ويلقى كلّ غلمان صاحبهم يطيفون به فعل الولدان بالحميم جاء من الغيبة، أبشر فقد أعدّ الله لك من الكرامة كذا وكذا، وينطلق غلام من غلمانه إلى أزواجه من الحور العين، فيقول: هذا فلان - باسمه في الدنيا - فيقلن:
أنت رأيته؟ فيقول: نعم. فيستخفّهنّ الفرح حتى يخرجن إلى أسكفّة الباب.
قال أبو سليمان الدارانيّ: تبعث الحوراء من الحور الوصيف من وصائفها، فتقول: ويحك! انظر ما فعل بوليّ الله، فتستبطئه فتبعث وصيفا آخر، فيأتي الأوّل فيقول: تركته عند الميزان، ويأتي الثاني فيقول: تركته عند الصّراط، ويأتي الثالث فيقول: قد دخل باب الجنة، فيستقبلها (١) الفرح فتقف على باب الجنة، فإذا أتاها اعتنقته، فيدخل خياشيمه من ريحها ما لا يخرج أبدا.
قد أزلفت جنّة النّعيم فيا … طوبى لقوم بربعها نزلوا
أكوابها عسجد يطاف بها … والخمر والسلسبيل والعسل
والحور تلقاهم وقد كشفت … عن الوجوه بها الأستار والكلل