وكان صرفُ المسلمين إلى الكعبة مما حصلت فيها فتنة كبيرة أشاعها أهل الكتاب والمنافقون والمشركون، وأكثروا فيها الكلام والشُّبه؛ فلهذا بَسطها الله تعالى، وبَيَّنها أكمل بيان، وأَكَّدها بأنواع من التأكيدات التي تضمنتها هذه الآيات منها:
١ - الأمر بها ثلاث مرات مع كفاية المرة الواحدة.
٢ - أن المعهود أن الأمر إما أن يكون للرسول -صلى الله عليه وسلم- فتدخل فيه الأمة تبعًا- أو للأمة عمومًا، وفي هذه الآية أَمَر فيها الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالخصوص في قوله:{فَوَلِّ وَجْهَكَ} والأمه عمومًا في قوله: {فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ}.
٣ - أنه ردَّ فيه جميع الاحتجاجات الباطلة التي أوردها أهلُ العِناد وأبطلها شبهةً شبهةً، كما تقدم توضيحها.