للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأجاب، فلما خرج قال: كفرنا وخرجنا (١) وصرح باعتقاده الصحيح في ذلك، فروى الخطيب بسنده إلى عبد الله بن أحمد بن حنبل أنه قال: "سمعت أبا معمر - يعني الهذلي- يقول: القرآن كلام الله ليس بمخلوق، ومن شك في أنه غير مخلوق فهو جهمي، لا بل شر من جهمي" (٢).

وروى أيضاً بسنده إلى عبد الله بن أحمد بن حنبل انه قال: "سمعت أبا معمر الهذلي يقول: من زعم أن الله لا يتكلم ولا يسمع ولا يبصر ولا يغضب ولا يرضى- وذكر أشياء من هذه الصفات- فهو كافر بالله، وإن رأيتموه على بئر واقفاً فألقوه فيها بهذا أدين الله لأنهم كفار" (٣).

وبالرغم من ندم إسماعيل القطيعي على إجابته بفتنة خلق القرآن ومن ثم تصريحه بالقول الصحيح لم يحدث عنه الإمام أحمد ولو حدث عن أحد من الأئمة الذين أجابوا لحدث عنه. روى ابن الجوزي بسنده إلى حجاج بن الشاعر أنه قال: "سمعت أحمد بن حنبل يقول: لو حدثت عن أحد ممن أجاب لحدثت عن اثنين: أبي معمر وأبي كريب قلت: - القائل ابن الجوزي-: أبو معمر واسمه إسماعيل بن إبراهيم الهذلي أجاب كرهاً ثم ندم وأخذ يذم نفسه على إجابته ويمدح من لم يجب ويغبطهم، وأما أبو كريب فاسمه محمد بن العلاء وكانوا قد أجروا له بعد أن أجاب دينارين فعلم أنهم إنما أجروهما لإجابته فتركهما وهو محتاج إليهما" (٤).

إنتقاده لأبي نصر التمار:

أبو نصر هو: (م س) عبد الملك بن عبد العزيز القشيري النسوي، أبونصر التمار الدقيقي، ت (٢٢٨) هـ، روى عنه أبو زرعة وغيره. قال أبوحاتم


(١) انظر: تاريخ بغدادج ٦/ ٢٧١؛ وتهذيب التهذيب ج ١/ ٢٧٣؛ وميزان الاعتدال ج ١/ ٢٢٠؛ ومناقب الإمام أحمد ص ٣٨٧.
(٢) انظر: تايخ بغدادج ٦/ ٢٧١.
(٣) انظر: تاريخ بغداد ج ٦/ ٢٧١؛ وكذا في تهذيب التهذيب ج ١/ ٢٧٣ باختصار.
(٤) انظر: مناقب الإمام أحمد ص ٣٨٨.