للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإقرار الإمام المبجل أحمد بن حنبل لقول الإمام البخاري يدفع قول من أخطأ في نقل تلك المقالة وفيما أرى أن الأئمة الذين أمسكوا الرواية عن الإمام البخاري عادوا وحدثوا عنه والتزموا بتوثيقه وتجريحه للرواة وحتى أقرانه أو بعضهم وبقي البعض الآخر ملتزماً برأيه فيه ولقد جرح أبو زرعة الرازي بعض الرواة مستنداً على تجريح البخاري لهم، فقد روى الخطيب بسنده إلى أبي بكر محمد بن حريث أنه قال: "سمعت أبا زرعة الرازي يقول- وسألته عن ابن لهيعة فقال: تركه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل. وسألته عن محمد بن حميد الرازي فقال: تركه أبو عبد الله. قال محمد بن حريث: فذكرت ذلك لمحمد بن إسماعيل: فقال: بره لنا قديم" (١) وهذا ظننا بأولئك الأفذاذ الذين تأدبوا بأدب الكتاب والسنة.

انتقاده لإبي معمر القطيعي:

أبو معمر هو: (خ م دس) إسماعيل بن إبراهيم بن معمر بن الحسن الهذلي، أبو معمر القطيعي الهروي نزيل بغداد، ت (٢٣٦) هـ، روى عنه أبو زرعة وغيره.

قال ابن سعد "صاحب سنة وفضل وخير وهو ثقة ثبت" (٢)، وسئل يحيى بن معين عنه فقال: "مثل أبي معمر لا يسأل عنه، أنا أعرفه يكتب الحديث وهو غلام ثقة مأمون" (٣)، وقال ابن قانع "ثقة ثبت" (٤) ولما امتحن هذا الإمام في فتنة خلق القرآن أجاب خوفا لا اعتقادا والدليل على ذلك مارواه الخطيب بسنده إلى عبيد بن شريك انه قال: "كان أبو معمر القطيعي من شدة إدلاله بالسنة يقول: لو تكلمت بغلتي لقالت إنها سنية، قال فأخذ في المحنة


(١) انظر: تاريخ بغداد ج ٢/ ٢٣ وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب ج ٩/ ١٣١ في ترجمة محمد بن حميد الرازي، "وروى غنجار في تاريخه إن أبا زرعة سئل عنه فقال: تركه محمد بن إسماعيل فلما بلغ ذلك البخاري قال بره لنا قديم".
(٢) انظر: تهذيب التهذيب ج ١/ ٢٧٣؛ وميزان الاعتدال ج ١/ ٢٢٠، وتاريخ بغدادج ٦/ ٢٧١.
(٣) انظر: تهذيب التهذيب ج ١/ ٢٧٤؛ وتاريخ بغدادج ٦/ ٢٧٠.
(٤) انظر: تهذيب التهذيب ج ١/ ٢٧٤.