للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال فيه إمام أهل السنة أحمد بن حنبل: "ها هنا رجل خلقه الله تعالى لهذا الشأن يظهر كذب الكذابين يعني ابن معين" (١).

وقال أيضاً: "كل حديث لا يعرفه يحيى بن معين فليس هو بحديث" (٢)، وقال ابن طلحة: فليس هو بثابت وقال فيه أيضاً: "السماع مع يحيى بن معين شفاء لما في الصدور" (٣).

ورحم الله الخطيب البغدادي حيث قال عنه "كان إماماً، ربانياً، عالماً، حافظاً، ثبتاً، متقنا" (٤)، فالإمام يحيى بن معين ما تكلم أحد من نقاد الرجال في شيء من حفظه أو إتقانه أو في ذلك وإنما ترك أحمد بن حنبل الرواية عنه لقوله بخلق القرآن وهذا مبدأ أحمد في كل من أجاب مهما عظمت منزلته وثبت عند الناس حفظه وإمامته.

قال ابن الجوزي عند الكلام عن ترك أحمد لبعض الأئمة وعدم روايته عنهم: "وكذلك فعل بأبي خيثمة فإنه جاء فطرق عليه الباب فلما خرج فرآه أغلق الباب وخرج مغضبا يتكلم هو ونفسه بكلمات سمعها أبو خيثمة فلم يعد إليه، وعاده يحيى بن معين في مرضه فولاه ظهره وأمسك عن كلامه حتى قام عنه وهو يتأفف ويقول: بعد الصحبة الطويلة لا أكلم" (٥).

واسمع ما دار بين أحمد بن حنبل ويحيى بن معين حينما جاء يعوده:

روى ابن الجوزي بسنده إلى أبي بكر المروزي أنه قال: "جاء يحيى بن معين فدخل على أحمد بن حنبل وهو مريض فلم يرد عليه السلام، وكان أحمد قد حلف بالعهد أن لا يكلم أحداً ممن أجاب حتى يلقى الله عز وجل، فما زال يحيى يعتذر ويقول: حديث عمار رضي الله عنه، وقال الله


(١) انظر: تهذيب التهذيب ج ١١/ ٢٨٦؛ تاريخ بغداد ج ١٤/ ١٨٠.
(٢) انظر: تاريخ بغداد ج ١٤/ ١٨٥.
(٣) انظر: تهذيب التهذيب ج ١١/ ٢٨٥.
(٤) انظر: تهذيب التهذيب ج ١١/ ٢٨٨، تاريخ بغداد ج ١٤/ ١٧٧.
(٥) انظر: مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ص ٣٨٩.