للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كمال المعرفة بنقد الرجال وسعة الحفظ والتبخر في هذا الشأن، بل لعله فرد زمانه في معناه" (١)، وقال في تذكرة الحفاظ "مناقب هذا الإمام جمة لولا ما كدرها بتعفنه بشيء من مسألة القرآن وتردده إلى أحمد بن أبي دؤاد إلا أنه تنضل وندم وكفر من يقول بخلق القرآن فالله يرحمه ويغفر له (٢) ".

الدفاع عن يحيى بن معين:

(ع) يحيى بن معين بن عون بن زياد بن بسطام بن عبد الرحمن المري الغطفاني مولاهم أبو زكرياء البغدادي إمام الجرح والتعديل (١٥٨ - (٢٣٣) هـ) كان يقول في دعائه "اللهم إن كنت تكلمت في رجل وليس هو كذاباً فلا تغفر لي" (٣).

ولذلك قال أبو حاتم: "إذا رأيت البغدادي يحب أحمد فاعلم إنه صاحب سنة وإذا رأيته يبغض ابن معين فاعلم إنه كذاب" (٤).

وقال ابن حبان في الثقات " … وكان من أهل الدين والفضل وممن رفض الدنيا في جمع السنن وكثرت عنايته بها وجمعه وحفظه إياها حتى صار علما يقتدى به في الأخبار إماماً يرجع إليه في الآثار" (٥).

وقال العجلي: "ما خلق الله تعالى أحداً كان أعرف بالحديث من يحيى بن معين ولقد كان يجتمع مع أحمد وابن المديني ونظرائهم فكان هو الذي ينتخب لهم الأحاديث لا يتقدمه منهم أحد ولقد كان يؤتى بالأحاديث قد خلطت وتلبست فيقول هذا الحديث كذا وهذا كذا فيكون كما قال" (٦).


(١) انظر: ميزان الاعتدال ج ٣/ ١٤٠ - ١٤١.
(٢) انظر: تذكرة الحفاظ ج ٢/ ٤٢٨.
(٣) انظر: تهذيب التهذيب ج ١١/ ٢٨٤.
(٤) انظر: تهذيب التهذيب ج ١١/ ٢٨٦؛ وتاريخ بغداد ج ١٤/ ١٨٤.
(٥) انظر: تهذيب التهذيب ج ١١/ ٢٨٨.
(٦) انظر: تهذيب التهذيب ج ١١/ ٢٨٨.