للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإذا علمت ذلك فالمخالف على قدر خلفه خرج عن أمر الله وفسق وصار عند الله من الفاسقين وذلك قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} . [التوبة: ٢٤] . فمن لم يهاجر إلى الله ورسوله لأجل هذه الأنواع أو بعضها عن بلد الكفر أشعر ذلك أنه أحبها على الله ورسوله فحينئذ ينتفي منه الإيمان الحقيقي.

عن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين" ١. ولهما عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله رسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود إلى الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار"، وفي رواية: "لا يجد أحد حلاوة الإيمان حتى" إلخ٢.

وأيضاً تستلزم المحبة: الحب فيه، والبغض فيه، والموالاة فيه، والمعاداة فيه، كما هو المشاهد المتعارف شرعاً وعرفاً ومن لم يكن كذلك فليس بصادق في محبته ولو فعل ما فعل من الطاعة.

عن ابن عباس: من أحب في الله وأبغض في الله


١ أخرجه البخاري (١٥) ومسلم (٤٤) من حديث أنس.
٢ أخرجه البخاري (١٦) (٦٠٤١) ومسلم (٤٣) من حديث أنس.

<<  <   >  >>